رأي السبّاق: لعنة أسعار النفط

الأحد 27 كانون أول 2015

رأي السبّاق: لعنة أسعار النفط

 

لعنة أسعار النفط تلاحق دول الخليج العربي...

 

عبرت السنة الحالية بأسوأ أداء إقتصادي للسلع الإستراتيجية وأبرزها النفط الخام، فقد وصل في الأسبوع الأخير إلى ما دون ال36 دولار أميركي للبرميل الواحد وهو ما يراكم الخسائر تلو الخسائر في نهاية عام يتمنى كل الإقتصاديين أن ينتهي سريعاً.
 
 
عانت  معظم ماليات الدول المنتجة للنفط في العالم  بطريقة متفاوتة ، لكن تبقى الأكثر تضرراً دول مجلس التعاون الخليجي التي تعتمد في موازناتها السنوية ب80% من العائدات على النفط ومشتقاته وهو ما يجعلها في موقفٍ مالي حرج تجاه المشاريع المستقبلية وتطور الأسواق في الثماني عشر شهر المقبلين.
 
 
لكن الأفق ليس مسدوداً بحسب توقعات الخبراء الماليين والإقتصاديين، فأزمة النفط سوف تستمر حكماً في الربعين الأول والثاني على الأقل لحين تنكشف التسويات المحتملة في منطقة الشرق الأوسط ويتم تركيب خارطة جيو-إستراتيجية جديدة ما سوف يريح الأسواق ويعود ليدفع عجلة الإستثمار إلى الأمام الأمر الذي سينعكس حتماً على أداء قطاع النفط وملحقاته.
 
 
ولأنّ من يصمد للآخر يصمد طويلا، فإن معدل التضحيات المتوقعة من سكان الخليج العربي قد تبدو للوهلة الأولى قاهرة وغير منصفة في ظلّ تعوّد سكان الخليج على منظومةٍ مالية خالية من الضرائب وإستمر الأمر لأربعة عقودٍ خلت. بيد أن اليوم تبدو الحكومات أكثر تقديراً للسيلسات الضريبية النيو ليبرالية التي تعتمد تصاعدية الإقتطاع الضريبي ما يمكن أن يعيد التوازن الإجتماعي ويبقي القاعدة الإجتماعية إلى الإستقرار ما يعزّز القدرة الشرائية لدى الطبقات الدنيا ويطلق عجلة الطلب على الإستهلاك وبالتالي دخول على خط الإستثمار من جديد...