سان تروبيه: جنّة المتوسّط

الجمعة 01 كانون ثاني 2016

سان تروبيه: جنّة المتوسّط
 
من منّا لا يحلم بعطلة تشبه تلك العطلة التي قضتها إحدى العائلات في أحد الأفلام القديمة وسط جوّ متوسّطي ينبض بالنشاطات البحرية والبيئية والحكايات القديمة في آن معاً...انه خليج سان تروبيه الغني عن التّعريف، أحد مواقع الرّيفييرا الفرنسية قبالة البحر الابيض المتوسّط الذي حصد نجوم شهرته في خمسينات وستينات القرن الماضي، عندما قررت فاتنة الشاشة الفرنسية بريجيت باردو ان تطأ هذه المنطقة.
 
 
تجعل تلك الممرّات الشاطئيّة وقراه المُعَلّقة على قمم الهضبات وهندسته الهائلة وجنائن العنب الشّاسعة وتلك الميناء العالميّة من سان تروبيه وجهة ساحرة وارضاً خصبة للنشاطات العائلية والفنية. وفي هذه الوجهة تحديداً فندق Hotel Byblos Saint Tropez الذي يشكل قرية تنتمي الى الاسلوب البروفنسالي. وبالرّغم من كياسة المشاهير الّذين يقصدون هذا الخليج والطبقات المخملية التي ينتمون اليها يبقى هذا الفندق المفضّل لديهم.
 
 
وفي احدى هضاب سان تروبيه تفاجئنا قرية تنبض بـ2500 نسمة تُعرف بـRamatuelle. تم بناؤها على تلك الهضبة لحمايتها من الغزوات ولتسيطر على خليج Pampelonne والسهل الزراعى بارتفاع لا يتخطّى الـ130 متر عن سطح البحر. وتحمل هذه القرية الاسلوب المتوسّطي النموذجي إذ تكشف هندستها المعمارية الشرفات والسّلالم والممرات والسّاحات والشوارع الضّيّقة المزينة بالزهور كالياسمين والجهنمية وكنيسة مع برج جرسها الخاص.
 
 
وهناك، لن تفوّتوا بالطبع زيارة ساحة القرية حيث السوق المركزي وساحة Place de l’Ormeau بشوارعها الضيقة المنتشرة بين بوابة Porte Sarrasine وطواحين Paillas. وما لن تفوّتوه في السوق، هو فرصة تجربة الحلوى التقليدية La Tarte Tropézienne التي ابتكرها اليكساندر ميكا في الخمسينيات بالإستناد الى وصفة جدّته السرية. وتقول الاسطورة ان بريجيت باردو تذوّقتها في متجره ووقعت في حبها فأطلق عليها هذا الاسم لأنها كانت مجرّد كعكة تملؤها كريما مميزة وحسب. ولا تزال هذه الحلوى تصنع حتى اليوم بنفس الجودة والدّقة...والسّرّية التامة!