مصر تكرِّم مؤلفيها وملحنيها

الثلاثاء 22 كانون أول 2015

مصر تكرِّم مؤلفيها وملحنيها

 

في 21 ديسمبر كانون الأول 1945 تأسست في القاهرة جمعية لحماية حقوق المؤلفين والملحنين بمشاركة رواد كرمتهم وزارة الثقافة المصرية مساء يوم الاثنين في الاحتفال بمرور سبعين عاما على إنشاء الجمعية.

 

وقبل دخول المسرح الكبير بدار الأوبرا بالقاهرة حيث أقيم الاحتفال جذبت الانتباه في الملصق -الذي ضم 16 رمزا من الرواد- صورة شيخ معمم هو محمد يونس القاضي أكبر المكرمين سنا حيث ولد عام 1888 والذي شهدت مسيرته في التأليف محطات متباينة.. من أغان خفيفة مثل (ارخي الستارة اللي في ريحنا) لمنيرة المهدية الملقبة بسلطانة الطرب وكروانة الشرق و(كله إلا كده) لنعيمة المصرية إلى أغان وطنية لسيد درويش.

 

وكرم وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في الاحتفال بالعيد السبعين لجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية بدار الأوبرا بالقاهرة أسماء كل من القاضي وبيرم التونسي وبديع خيري وأحمد رامي وأبو السعود الأبياري وحسين السيد ومرسي جميل عزيز ومأمون الشناوي وأسماء الملحنين سيد درويش ورياض السنباطي ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزي ومحمود الشريف.

 

وهنأ النمنم أعضاء الجمعية قائلا إنها تأسست قبل 70 عاما لتثبت "قدرة وعظمة هذا الشعب" الذي أنشأ كيانات ثقافية وتعليمية بارزة حتى في ظل الحرب العالمية الثانية ومنها جامعة الإسكندرية مضيفا أن إن الجمعية تأسست لرعاية حقوق المؤلفين والملحنين لانتباه النخبة المصرية "من الفنانين والمبدعين والدولة المصرية" إلى أن للمؤلف حقا وللمبدع حقا وأن "الإبداع شيء عظيم وقيمة عظيمة."

 

أما شاعر العامية سيد حجاب رئيس الجمعية فقال إن الجمعية استطاعت "بنضالات الآباء المؤسسين أن تستصدر من الدولة قانون حماية حق المؤلف رقم 354 لسنة 1954" وإن مجلس إدارة الجمعية السابق استطاع -بحواراته مع لجنة الخمسين التي كتبت دستور 2014- أن يضمن في الدستور المادة 69 التي تنص على أن "تلتزم الدولة بحماية حقوق الملكية الفكرية بشتى أنواعها في كافة المجالات وتنشئ جهازا لرعاية تلك الحقوق وحمايتها الفكرية على أن ينظم القانون ذلك."

 

وأضاف "والآن ونحن نحتفل بالعيد السبعين لإنشاء الجمعية والعيد الأول للملكية الفكرية فإننا نعاهد آباءنا المؤسسين العظام أن نكمل مسيرتهم في حماية حقوق المؤلفين والملحنين والارتقاء بفنون الموسيقى والغناء وأن نعمل على تطوير الجمعية وتحديث آلياتها حتى تؤدي دورها المأمول في عصر الثورة المعلوماتية والسماوات المفتوحة."

 

وعقب التكريمات التي تسلمها أبناء وأحفاد المبدعين الراحلين بدأ الجزء الفني من الحفل وتضمن فقرات غنائية لكل من إيمان البحر درويش ومي فاروق وعلي الحجار.

 

وكان النمنم أصدر في أكتوبر تشرين الأول 2015 "تعميما إداريا" يلزم وزارة الثقافة بتطبيق مواد القوانين الخاصة بحقوق الملكية الفكرية وتعميمها علي قطاعاتها المختلفة "وعدم استغلال أي مصنف أو منتج مسجل بأي وجه من الوجوه وبخاصة عن طريق النسخ أو البث أو إعادة البث أو الإعارة أو الإتاحة للجمهور... إلا بعد الرجوع إلى مؤلف المصنف.. أو من يمثله قانونا للحصول على موافقته بالطرق المقررة قانونا."

 

وكان الملحن محمد سلطان يتولى رئاسة الجمعية حتى إجراء الانتخابات في يوليو تموز 2015 واختيار الجمعية العمومية لحجاب رئيسا والملحن صلاح الشرنوبي أمينا عاما.

 

وقال الشرنوبي لرويترز  إن الجمعية منذ تأسيسها تعمل على حفظ حقوق المؤلفين والملحنين وإن قرار وزير الثقافة المصري في أكتوبر الماضي "ينص على ألا يذاع أي مصنف إلا بعد الرجوع للمؤلف والملحن وتمثلهما الجمعية التي تعطي تصريحا" بالأداء العلني.

 

وأضاف أن مزاولة الغناء والتلحين تحتاج إلى ترخيص من المصنفات الفنية التي تمنح "الحق بعد موافقة الجمعية على أن تحصل الجمعية على حق الأداء العلني" وأن الجمعية اتفقت مع التلفزيون المصري وقنوات فضائية مصرية وعربية على "(دفع) مبلغ سنوي نظير حق الأداء العلني للمؤلف والملحن" كما تسعى لتعاقدات مع شركات للطيران أيضا بهدف "تعظيم موارد الجمعية ولصالح المؤلف والملحن."

 

وقال أشرف السر خوجلي مسؤول مشروع تحديث قاعدة البيانات لجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية لرويترز إن الجمعية تضم نحو 1300 عضو من الملحنين والمؤلفين والناشرين الذين تمثلهم شركات الإنتاج.

 

وأضاف أن الجمعية شارك في تأسيسها المؤلفون والملحنون المكرمون الليلة باستثناء درويش الذي توفي عام 1923 وإن المكتب الفني كان يديره فرنسيون باعتبارهم "أول من اعترفوا بحق الأداء العلني للمؤلف في ثمانينيات القرن التاسع عشر."