رأي السبّاق:مصادر تجميع الثروة وتبدّلها

الثلاثاء 01 كانون أول 2015

رأي السبّاق:مصادر تجميع الثروة وتبدّلها

مصادر تجميع الثروة وتبدّلها

 

 إجتمع الخبراء الإقتصاديون على تعريف الثروة بأنّها مجموع المقتنيات والأموال المنقولة وغير المنقولة التي يحصل عليها الفرد أو الأسرة إن من خلال الميراث أو عبر عائدات نتيجة العمل الإنتاجي.
 
 
تنوّعت أشكال الثروة وتبدّلت عبر الزمن ، ففي العصور القديمة حيث لم يكن الإنسان يلتزم حياة الإستقرار الجغرافي كانت الثروات تنتقل معه من منطقة إلى أخرى وكانت بغالبيتها تتكوّن من أحجار كريمة ومقتنيات ذهبية وبعض البضائع النقدية المهيأة للتجارة كالفراء والجلود والتبغ...
 
 
مع بروز الثورات الكبرى وبدايةً مع الثروة الزراعية صارت الثروات ترتبط بالحيز الجغرافي كالأصول الثابتة من مزارع وبيوت وأراض خصبة تنتج منها عائدات ومداخيل تهدف لإكفاء باقي الإحتياجات التي كانت تسمّى بنواقص العيش.
 
 
الثورة الصناعية وبزوغ نجم الليبرالية حول الثروة إلى مكانٍ آخر : فبعدما كانوا أصحاب الأملاك الزراعية هم من يستحوذون على الثروة باتت بأيدي أصحاب المعمل والمصانع وأمسى تقسيم العمل على قاعدة عمال وأرباب عمل والتصنيف الإجتماعي تبدّل مع تجميع الثروات بأيدي أصحاب العمل وصعود النظام الطبقي.
 
 
مع الثورة التكنولوجية وثورة الإتصالات بتنا بمفهوم آخر للثروة فأصبح عنصرا الكفاءة والجدارة هما من يحددان مركز الإنسان الاجتماعي وقابليته على إنتاج الدخل والثروة.
 
 
أمّا اليوم وفي ظلّ التحولات الكبرى وهيمنة الشركات العالمية على منابع الثروة تم دمج عنصري الكفاءة والتوظيف مع ظهور شركات هامشية يمثلها أفراد مؤهلون علمياً ومالياً يقومون بأجزاء من أعمال الشركات العملاقة فظهر عصر التواصل العملي والمهني وصار الإنسان أينما وجد في العالم يستطيع تجميع الثروة من مصادر مختلفة ويعمل لشركاتٍ حتى متنافسة في السوق العالمية.