رأي السبّاق:الطبقة الوسطى وأهميتها في المجتمع العربي

الاثنين 06 تموز 2015

رأي السبّاق:الطبقة الوسطى وأهميتها في المجتمع العربي

الطبقة الوسطى وأهميتها في تطوير المجتمع العربي.

 

بدايةً لننطلق من تعريف الطبقة الوسطى :" هم مجموعة من الأفراد الذين حقّقوا عبر مؤهلاتهم الشخصية وخبراتهم المتراكمة حراكاً إجتماعياً ومهنياً صاعداً ما ساهم في تحسين ظروفهم المعيشية والمادية".

 

ظهر تعريف الطبقة الوسطى للمرة الأولى في أوروبا مع إنطلاق الثورة الفرنسية، وبروز الجمهوريات، ما سمح لأصحاب الكفاءة والجدارة من تبوء مراكز إجتماعية أعلى، بعدما كان الإنتماء العائلي والعرقي هما المحدّدان الرئيسيان للمركز والدور الإجتماعيين.

 

وما لبث أن تعزّز دور الطبقة الوسطى مع إندلاع الثورة الصناعية والتكنولوجيات الحديثة المبتكرة ،الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى تكوّن حلقاتٍ مهنية لا تتمتّع بالميراث العائلي، إنّما تمكّنت عبر قنوات الترقّي الإجتماعي من بلوغ مناصب مهنية ووظيفية متقدّمة، وإنعكس الأمر على مداخيل عدد من الأسر، وبات الإدخار من السمات الأساسية لما إصطُلح على تسميته بالطبقة الوسطى.
 
 
لو نظرنا بعين الموضوعية إلى مجتمعاتنا العربية ، وحدّدنا المؤشرات التي من خلالها يمكننا تصنيف الإنتساب الفعلي إلى الطبقة الوسطى ( مثل الإدخار، المركز الوظيفي، المستوى العلمي...) لأمكننا القول بأنّ حجم الطبقة الوسطى في مجتمعاتنا العربية لا تتخطّى 25% وذلك يعود لأسبابٍ بارزة نذكر بعضاً منها:
 
 
-ضعف مستوى القطاع التربوي لمعظم البلدان العربية ما يغيّب عن المواطن العربي إمكانية المبادرة والتمكّن المهني.
 
 
-إنعدام العدالة الضريبية في توزيع الثروة الوطنية فيستأثر بعض من الأفراد ذات المناصب العالية بغالبية الثروة والوظائف المتقدمة ما يبقي أصحاب الكفاءة في حالة من الزبائنية والإستزلام وفقدان القدرة على التغيير.
 
 
-غياب التوازن في توزيع الخدمات الحكومية على المواطنين كالإستشفاء والتعليم المجاني ما يضطر بالكثيرين لإقتطاع الجزء الأكبر من رواتبهم لإكمال تحصيلهم العلمي أو توفير الضمان الصحي ما يحجب القدرة على الإدخار وإمكانية الولوج إلى الطبقة المتوسّطة.