رأي السبّاق:الاغتراب اللبناني في بعده الاقتصادي

الجمعة 26 حزيران 2015

رأي السبّاق:الاغتراب اللبناني في بعده الاقتصادي

الإغتراب في لبنان : نعمة أم نقمة ؟

 

بدأت أفواج الهجرة في لبنان منذ مطلع القرن التاسع عشر ، وكانت غالبيتها تستهدف مناطق محدّدة مثل الأميركيتين (أميركا الشمالية والجنوبية) بعدها توسّعت لتشمل بقاعاً أخرى في العلم مثل أوروبا وأفريقيا ومن ثمّ الخليج العربي...
 
 
لطالما شكّلت الهجرة في لبنان موضوع جدال بين من يعتبر أنّ الهجرة نزيف حقيقي للوطن وخسارة إقتصادية لا تُعوّض حتى وصل البعض لربطها بمسائل وجودية وتوازنات الأقليات والإثنيات وما شابه.
 

ما يعنينا هنا تحديداً هو النظرة الإقتصادية للأمر، ولمزيدٍ من الموضوعية في التحليل نستعرض نقاط القوة التي تمنحها ظاهرة الهجرة للإقتصاد الوطني اللبناني ونقاط الضعف التي أثرت تدريجياً على نموّه وإزدهاره...
 

إيجابيات الهجرة في لبنان يمكن أن نستعرضها كالآتي:
 

تحويلات مالية تُقدَّر سنوياً بين 8 إلى 10 مليارات دولار أميركي تساهم في دعم إستهلاك الأسر وزيادة القدرة الشرائية في سوق لطالما عانت من عدم الإستقرار في الأسعار.
 
الصورة الإعلامية للبنانيين وتبوأهم مراكز متقدمة في عدد من الشركات العالمية وترأّسهم لشركاتٍ عملاقة في العالم على غرار رينو ونيسان وتلمكس.
 
الخبرات المهنية التي صدّرهاالمغتربون للداخل اللبناني ما أدى إلى تطوّر معدّلات التنمية المهنية والفنية.
 
 

لكن بالمقابل للهجرة اللبنانية سيئاتها تظهر من خلال:

 
النزيف الدائم والمستمر للشباب الكفوء الطامح لفرص أكبر ممّا توفّره لهم الأسواق اللبنانية.
 
تغيّر في هرم السكان فقد أضحت نسبة الهرمين أعلى مقارنةً بالأجيال السابقة ما أدى حتماً إلى ضعف إنتاجية العمل وإنخفاض في النمو الإقتصادي.