رأي السبّاق:اليد العاملة الآسيوية والانتاج العربي

الخميس 25 حزيران 2015

رأي السبّاق:اليد العاملة الآسيوية والانتاج العربي

هل تغزو اليد العاملة الآسيوية الأسواق العربية؟

 

كان الهاجس الأساس لدى معظم الشركات العربية وحتى الأجنبية العاملة داخل الدول العربية في كيفية السيطرة على أكلاف الإنتاج بهدف إكتساب المزيد من القدرة التنافسية ،فكانت أولى الإهتمامات التركيز على الأكلاف المباشرة- الثابتة وأبرزها الأيدي العاملة لما تشكّله من عبءٍ على مستوى الإنفاق الشهري إضافة إلى الملحقات المرتبطة بالأجور كالعلاوات والمكافآت....
 
 
منذ ثلاثة عقود ونيّف بدأت الشركات العربية وبخاصة الخليجية منها بإستقدام أيادٍ عاملة من جنسياتٍ آسيوية كالهند وباكستان والفيليبين...لتحسين قدرتها على ضبط أكلافها من جهة ولما تتميّز به الأيدي العاملة في تلك الدول من كفاءةٍ مهنية وإنتاجيةٍ عالية.
 

تركّزت معظم الطلبات بدايةً على المهن المتواضعة كمهن التنظيف والزراعة وفي محطات الوقود ...لريثما ظهرت ملامح النموّ المتسارع التي نعمت به غالبية الدول العربية منتصف الثمانينات، ووصل عدوى العولمة الإقتصادية إلى المنطقة العربية وإرغام الشركات على المزيد من تقليص أعبائها لمواجهة المنافسين في الأسواق العالمية. فإنتقل توظيف الآسيويين إلى المستوى التالي وذلك بإستقدام الخبراء والفنيين والمدققين الماليين والإستشاريين حتى باتت طلبات العمل تشمل كافة المواقع المهنية تقريباً.
 

واليوم مع تعدّد الأزمات المالية وصعود القطبين الكبيرين في آسيا (الهند والصين) أضحت الأمور أكثر تحدياً بالنسبة للمواطن العربي الذي يعيش هاجس الأمن والمعيشة وإنعدام القدرة على التعلّم ما سهّل إستبداله بأيدي عاملة مؤهّلة من جنسيات أخرى وغالبيتها من القارة الآسيوية.