أوّل إنسان بطرفين إصطناعيين

منذ حوالي الأربعين سنة, خسر الأميركي Les Baughيديه بعد تعرّضه لحادث كهربائي خطير ما اضطر الأطبّاء في حينه لبتر يديه من الكتف. عاش Baughحياة صعبة بعد الحادث فأصبح عاجزا حتّى عن القيام بالأمور الروتينيّة اليوميّة إلى أن تلقّى إتّصالا في أواخر ال 2014 غيّر حياته وأعطى الأمل للكثيرين مثله.

طوّر الخبراء في جامعة جون هوبكنز أو John Hopkins University Applied Physics Laboratoryأطرافا إصطناعيّة  يمكن وصلها بالدماغ وتتلقّى أوامر الحركة منه تماما كأي طرف طبيعي. ولاختبار هذا الإختراع, عرض الأطبّاء على Les Baughزرع يدين اصطناعيّتين كبديل ليديه المبتورتين فقبل برغم الطريق الشاقّة والمؤلمة التي سيمرّ بها.

في المرحلة الأولى, أخذت مقاسات القفص الصدري ل Les Baughحيث سيتم تثبيت اليدين الإصطناعيّتين و من ثمّ خضع لعمليّة جراحيّة دقيقة زرعت خلالها خلايا كهربائيّة متّصلة بالدماغ شبيهة تماما بالخلايا العصبيّة الطبيعيّة كمرحلة ثانية. وبعد فترة نقاهة قصيرة, ركبت الأطراف الإصطناعيّة في جسم Les Baughوهنا بدأت مرحلة التجارب.

لم تكن الفكرة سهلة على المريض فبعد أربعين سنة من دون يدين, وجد Les Baughنفسه مع أطراف إصطناعيّة من حديد وأسلاك كهربائيّة تخرج منها ،لكنّ عزيمته كانت أقوى ،وتصميمه على النجاح والعودة إلى حياته الطبيعيّة ساعداه على التغلّب على الصعاب رغم الأربعين سنة الطويلة.

تدرّب Les Baughعلى اليدين وأصبح قادرا على القيام بالكثير من الحركات اليدويّة كأي يد طبيعيّة, وكرّس حياته للطب خصوصا في ناحية تطوير هذا النظام من الأطراف الإصطناعيّة التي يمكنها, وبحسب Les Baugh, تغيير حياة إنسان بتر أي طرف من أطرافه.

في طفولتنا كنّا نشاهد أفلام الرجال الآليّين لكن هذه الافلام  أصبحت اليوم  حقيقة مع Les Baughالذي يعتبر أوّل إنسان مع طرفين إصطناعيين شبه طبيعيين.

على أمل أن تتطوّر التكنولوجيا ويتطوّر الطب في خدمة الإنسانيّة لحياة أفضل وسليمة.