هاني أبو أسعد مخرج فلسطيني متعدد الثقافات

الاثنين 08 كانون أول 2014

هاني أبو أسعد مخرج فلسطيني متعدد الثقافات

ولد المخرج هاني أبو أسعد في مينة الناصر المحتلة في فلسطين في 11 أكتوبر عام 1961، حيث تلقى فيها تعليمه حتى أنهى دراسته الثانوية، ثم سافر إلى هولندا عام 1981 ليكمل دراسته الجامعية في جامعة "هارلم" في مجال الديناميكا الهوائية وعمل لعدة سنوات كمهندس طيران في هولندا وحصل على الجنسية الهولندية.

 

عشق "هاني أبو أسعد" للسينما كان قديماً، لكن الالهام الحقيقي الذي حول هذا العشق إلى مهنة كان بعد مشاهدة فيلم للمخرج الفلسطيني "ميشيل خليفة" والذي كان له نفس ظروف "هاني" من الولادة في الناصرة المحتلة ثم الاغتراب والعمل في مجال السينما الوثائقية والروائية عن فلسطين.

 

بداية عمل "هاني" الفنية كانت كمخرج تلفزيوني في القناة الرابعة التابعة لمحطة "BBC" البريطانية الشهيرة، ثم شارك عام 1990 في انتاج فيلم "أيلول" مع المخرج الفلسطيني "رشيد مشهراوي". ومع حلول عام 1992 بدأ "هاني" بكتابة وإخراج أول فيلم قصير له باسم "Paper House" للتلفزيون الألماني الذي حصل على العديد من الجوائز الدولية في "باريس" والقدس"

 

الانطلاقة الحقيقة للمخرج "هاني" والتي نقلته للعالمية كانت إخراجه للفيلم "الجنة الآن" الذي تناول الأسباب التي تدفع الشباب الفلسطيني إلى تنفيذ العمليات الفدائية في إسرائيل، الفيلم لاقى نجاحاً جماهيراً كبيراً على المستوى العربي والأجنبي وفائز بجائز "غولدن غلوب" عام 2006 عن فئة أفضل فيلم أجنبي، كما حصل على ترشيح لجائزة الأوسكار عن نفس الفئة.

 

في عام 2013 أخرج "هاني" فيلمه السابع "عمر" وهو أول فيلم روائي تموله صناعة السينما الفلسطينية، وعرض في مهرجان كان السينمائي وحصل على جائزة التحكيم، وفي عام 2014 فاز الفيلم بجائزة الأوسكار كفيلم فلسطيني عن فئة أفضل الأفلام الأجنبية.

 

تدور قصة فيلم "عمر" الذي صورت مشاهده في ظل جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، عن قصة حب والجزء الأخير يعد قصة سياسية مثيرة على خلفية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي يعرض للأسباب التي تدفع الشباب الفلسطيني للتعاون مع العدو الإسرائيلي.    

 

على الرغم من عنف الاحتلال وقساوة الاغتراب إلا أن الهوية الفلسطينية بقيت واضحة في كل أعمال "هاني أبو أسعد" فهو كما يصف نفسه متعدد الثقافات تأثر في بداية حياته بالسينما المصرية ثم الأمريكية والأوربية واطلع على ثقافات متعددة كالإيرانية والهندية، إلا أنه لم يشعر يوماً بأي صلة مع سينما الاحتلال حيث ترعرع، فهي كانت ولازالت بالنسبة له سينما المحتل.