رأي السباق: تساؤلاتٌ عن أسرار سقوط كارلوس غصن

الثلاثاء 20 تشرين ثاني 2018

رأي السباق: تساؤلاتٌ عن أسرار سقوط كارلوس غصن

سقط كارلوس غصن في الفخ الياباني وكان سقوطه دراميّا.

هذا ما يمكن القول عن القاء القبض على أكبر شخصية في عالم السيارات بتهمة إساءة السلوك المالي.

الملاحظة الاولى أنّ رئيس مجلس إدارة نيسان موتور، الذي انتشل شركة صناعة السيارات اليابانية من هاوية الإفلاس، سقط بفعل تحقيق داخلي خلص الى أنّ غصن انخرط في ارتكاب مخالفات، بما في ذلك الاستخدام الشخصي لأموال الشركة وعدم الكشف عن كل ما يحصل عليه من مال لسنوات، ووصلت الأموال المهربة، سنويا، الى خمسة مليارات ين تُضاف الى مدخوله الشرعي البالغ خمسة مليارات ين، وهذا الرقم ذكرته وكالة رويترز.

تساؤلات مطروحة

اذا، لماذا لم تكن أعينُ الشركة مفتوحة على أداء غصن الرئيس التنفيذي للشركة اليابانية ، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة رينو الشريك الفرنسي لنيسان.

لماذا تُرك حرا طوال هذه الفترة في التصرف المالي من دون رقيب أو ضوابط إدارية؟ خصوصا أنّه يتربّع على عرش تحالف نيسان-رينو الذي اهتز فعلا، وينتظر الجميع مصيره.

ولماذا أعطت نيسان لكارلوس غصن هذه الصلاحيات الواسعة التي كشف عنها الآن هيروتو سايكاوا الرئيس التنفيذي للشركة اليابانية؟

فهل وقع كارلوس غصن ضحية صراعات المحاور داخل الشركة اليابانية؟

انّه السؤال المهم الذي يُطرح الان.

واذا كانت اختلاسات غصن كبيرة ومخيبة للامال وتشكل خيانة ثقة كما قال سايكاوا، فهل  من الممكن أن يقوم كارلوس غصن بهذه التجاوزات وحيدا من دون شريك أو شركاء؟

علامات الشك

تتزاحم الأسئلة والشكوك في هذه اللحظة الحرجة من حياة كارلوس غصن، ولكنّ السؤال يدور حول انعكاسات سقوطه على مستقبل نيسان، وعلى مستقبل رينو الذي أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حالة التيقظ بشأنه باعتباره مسألة داخلية ،لأنّ حكومته هي أكبر مساهم في شركة صناعة السيارات الفرنسية.

تمتلك رينو ٤٣،٤٪في نيسان بينما تمتلك نيسان ١٥٪ من رينو.

هزّت قضية كارلوس غصن  نادي رجال العمل في العالم، وهزّت أيضا اليابان وفرنسا والمعنيين في صناعة السيارات، وستترك ارتدادات مهمة في الأسواق، خصوصا أنّ الرجل المتهم بدا وكأنّه فوق الشبهات، وأقوى من أي سقوط.

نبذة

كارلوس غصن برازيلي المولد يتحدّر من أصول لبنانية ويحمل الجنسية الفرنسية.

انطلق مهنيا من شركة ميشلان في فرنسا.

انضم غصن الى نيسان العام ١٩٩٩ بعما اشترت رينو حصة مسيطرة في الشركة اليابانية التي أصبح غصن رئيسها التنفيذي العام ٢٠٠١ ، وها هي الشركة تقرر فصلها الآن.