هل يعامل الوالد أبناءه وبناته بشكل مختلف؟

الاثنين 12 حزيران 2017

هل يعامل الوالد أبناءه وبناته بشكل مختلف؟

 

في حين أنّ تربية الأطفال تتفاوت تفاوتًا واسعًا وفقًا للثّقافات المختلفة، ومع تغيّر وجهات النّظر حول الجندرة عبر السّنين، يبدو أنّ هناك اتّساقا واضحا الآن في طريقة معاملة الأبناء والبنات.

 

ولكن وفقًا لنظريّة ألبرت باندورا الاجتماعيّة المعرفيّة للتّنمية الجندريّة، غالبًا ما يكون لدى الآباء والأمّهات صورة نمطيّة واضحة حول السّلوك "المناسب" للصّبيّ وللفتاة وحول العقاب المتعلّق بهذا السّلوك والمكافآت لضمان التزام أبنائهم بهذه التوقّعات. على سبيل المثال، كثيرًا ما يمنع الأهل أبناءهم من اللّعب بالدّمى، كما يجنّبون بناتهم من القيام بنشاطات بدنيّة محفوفة بالمخاطر.

 

وتشير بعض الدّراسات إلى أنّ الأمّهات يتحدّثن أكثر مع بناتهنّ ويمنعنهنّ من القيام بأيّ نشاط قد يؤدّي إلى وقوع إصابات. كما يبدو أنّ كلًّا من الأمّهات والآباء هم أكثر عرضة للانخراط في ألعاب "خشنة ومتعثّرة" مع الأولاد الصّبيان.

 

في سياق متّصل، تبرز أيضًا اختلافات بين الجنسين في كيفيّة استجابة الوالد للتّقلّبات العاطفيّة الّتي يعيشها الولد. وفي دراسة بحثيّة أجريت في عام 2005، وُجد أنّ الآباء هم أكثر تقبّلًا للبنات عندما يظهرن سلوكيّات اجتماعيّة ومشاعر خاطئة، في حين أنّهم يردّون بغضب على هذه الميول إن كانت موجودة لدى أولادهم الذّكور.

 

من ناحية أخرى، يبدو القيام بهذا النّوع من البحوث صعبًا، بالنّظر إلى أنّ معظم دراسات التّربية تركّز على الأمّهات، كما أنّ الآباء يميلون إلى أن يكونوا متردّدين في الاعتراف باختلاف معاملتهم لأبناءهم وبناتهم لا سيّما في عصر المساواة بين الجنسين.

 

غير أنّ دراسة جديدة نشرت في مجلّة "العلوم السّلوكيّة العصبيّة" ذهبت في هذا الاتّجاه لتوفّر واحدة من أولى التّحليلات المتعمّقة حول تفاعل الآباء مع أطفالهم.

 

في هذا الإطار، أظهرت نتائج تحليل الملفّات السّمعيّة اختلافًا كبيرًا في أنماط اللّغة والسّلوك الّتي يعتمدها الوالد مع ابنه من جهة، ومع ابنته من جهة أخرى.

 

كما كان متوقَّعًا، كان الوالد أكثر عرضة للانخراط في اللّعب المتعثّر والعدوانيّ أحيانًا مع الصّبيان، فيما اعتمد على الغناء والصّفير والألعاب الهادئة عند التّفاعل مع البنات.

 

كذلك، يستخدم الأب الكثير من التّعابير المتعلّقة بـ"الإنجاز" عندما يتحدّث مع ابنه، مثل "الفوز"، "أعلى" و"فخور"، بهدف دفعه إلى زيادة قدرته التّنافسيّة. في حين أنّه يفضّل استعمال الكلمات العاطفيّة عندما يتكلّم مع ابنته لكي يشجّعها على تعزيز التّعاطف في المجتمع.