ما نتعلّمه من الهجوم الإلكتروني

الأربعاء 17 أيار 2017

ما نتعلّمه من الهجوم الإلكتروني

 

قد تبدو هذه الجملة صادمة، ولكن ما حدث منذ بضعة أيّام من هجومٍ إلكترونيٍّ وأضرار شيءٌ طبيعيٌّ ومتوقّع.


ففيما يزداد اتّكال الإنسان على الأجهزة الإلكترونيّة والتواصل والانترنت، وخدمات التخزين الإلكتروني والمواقع، التي دخلت جميع أنحاء حياته، تزداد في الوقت عينه خطورة اختفاء كلّ شيء في لحظةٍ واحدة، وبالتّالي حلول المصائب على الفرد، والشّركات، والمؤسّسات والمستشفيات، تماماً كما حدث هذا الأسبوع.

 

وبغضّ النّظر عن الطّرف المجرم المسؤول عن هذا الهجوم الذي طال مئات الآلاف في أكثر من 150 بلد حول العالم ويُحتمل أن يكون أدّى إلى حالات وفاة في المستشفيات التي فقدت جميع معلومات مرضاها فجأةً، يٌلقى الّلوم بشكلٍ أساس على عدم تحديث الأنظمة المعتمدة على الكمبيوترات، التي كانت تحارب التحدّيات الجديدة بالأسلحة القديمة، وكأنّ جيشان يتحاربان، الأوّل بسيوفه والثّاني بقنابله العنقديّة.

 

وتشير بعض المصادر إلى أنّ الضّعف الموجود في نظام ويندوز من مايكروسوفت والذي سهّل اختراق دودة WannaCry  الرّقمية، اكتشفته وكالة الأمن القومي الأميركيّة في أوّل هذا العام، وأبقته سريّاً، لكنّ المخترقين سرقوه منها، واستغلّوه. والأهمّ في ذلك هو أنّ مايكروسوفت أطلقت التحديثات التي تصلح هذا الخلل منذ شهرين، ولكن لم يحمّل جميع المستخدمين هذه التحديثات، ما أدّى إلى إصابتهم بمشكلة القرصنة.

 

وما نتعلّمه من هذا الهجوم هو تحديث أنظمتنا بشكلٍ مستمرّ، والانتباه من المواقع المشبوهة والرّسائل الإلكترونيّة غير الموثوقة. فهل تدقّ هذه الحادثة ناقوص الخطر الذي سيوقظ العالم ليتّخذ الإجراءات اللّازمة لمنع تكرارها في المستقبل؟