انخفاض أسعار النفط يهدد توسع المطارات

الجمعة 26 آب 2016

 انخفاض أسعار النفط يهدد توسع المطارات

 

ديلويت:المطارات العالمية تنظر إلى فرص استثمارية في الشرق الأوسط

 

تواجه الميزانيات الحكومية في الشرق الأوسط تحديات كبيرة في ظل الانخفاض المستمر في أسعار النفط مما قد يحد من قدرتها على تأمين التمويلات اللازمة لتوسيع البنية التحتية للمطارات في المنطقة. في هذا الإطار، قامت ديلويت في تقريرها الأخير حول قطاع البناء في المنطقة باستعراض مصادر تمويل بديلة يمكن أن يستخدمها مشغلو المطارات في الشرق الأوسط لتأمين مصادر دخل إضافية والقيام بمشاريع البنى التحتية المخطط لها.

 

في هذا السياق، علّق دوريان ريس، المدير التنفيذي والمسؤول عن قطاع الطيران في ديلويت المالية المحدودة، قائلاً: "لطالما اعتبرت خصخصة المطارات والشراكات بين القطاعين العام والخاص حلاً لمشكلة تمويل المطارات في المنطقة. إلا أن سوق الشراكة بين القطاعين العام والخاص  يوفر العديد من الخيارات التمويلية إذا أخذنا بالحسبان اعتبارات مختلفة كالمخاطر والإيرادات والضوابط ."

 

وأضاف قائلاً: "من خلال النظر إلى تجارب الشراكة بين القطاعين العام والخاص الناجحة في قطاع المطارات، فإنه من المتوجب على حكومات المنطقة أن تكون مهيأة لمواجهة العديد من التحديات ومنها عدم وضوح التشريعات ذات الصلة والانحياز للتفاؤل وضعف عملية تسوية النزاعات."

 

وبحسب تقرير ديلويت، هناك العديد من النماذج المختلفة الذي يجرى تطبيقها في إطار خصخصة المطارات. كما أن القدرة على تصميم مطارات وفقاً لما تمليه الشراكة بين القطاعين العام والخاص تتمركز حول القدرة على تحقيق أفضل النتائج بأقل قيمة مالية، وهو الأمر الذي يتأتى من عملية توزيع المخاطر بطريقة مناسبة بين القطاعين العام والخاص. كذلك، من الضروري وضع الضوابط المطلوبة اللازمة لحماية المسافرين بالاضافة إلى تطبيق آلية تسعير من شأنها أن ترفع العائدات المالية إلى أقصى حد ممكن في الوقت عينه.

 

في هذا الإطار يسعى كبار مشغلي المطارات العالمية إلى عقد اتفاقات في المنطقة، مما يعكس رغبة هؤلاء بالاستثمار في الشرق الأوسط وإلى عقد شراكات بين القطاعين والخاص كحل بديل لمشكلة التمويل..ومن بين هذه المطارات العالمية مطار ماليزيا ومطار جنوب أفريقيا ومجموعة مطار شانغي التي تسجل اهتماماً ملحوظاً لإحراز صفقة الصيانة والتشغيل في السعودية المعروضة حالياً في السوق.  

 

كما ويتوقع تقرير ديلويت أن تستمر مطارات المنطقة بتحقيق مزيد من النجاحات وخاصةٌ مطارات دبي وأبو ظبي والدوحة بشكل يمكّنهم من الاستفادة من علاماتهم التجارية العالمية ومتابعة العديد من الفرص على الصعيد الدولي. 

 

ومع انخفاض التمويل الحكومي للمشاريع الكبرى في المنطقة ، تشدد مطارات المنطقة على ضرورة زيادة عائداتها من الأصول الموجودة والاستفادة من نماذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص للمشاريع القائمة بذاتها مثل تطوير وسائل نقل الأمتعة والأمن ومواقف السيارات.

 

وختمت سينثيا كوربي، الشريكة والمسؤولة عن قطاع البناء في ديلويت الشرق الأوسط، قائلة: "تسعى مطارات المنطقة إلى التركيز على فهم كيفية خلق فرص لتوليد إيرادات إضافية لتحسين أرباحها الإجمالية وتعزيز عائداتها المالية. حيث تقوم بعض المطارات على سبيل المثال بإدخال رسوم ضريبية على السفر بقيمة حوالي 8 إلى 10 دولار أمريكي، الأمر الذي قد يدفع المزيد من المطارات إلى إدخال رسوم مشابهة لتعزيز عائداتها المالية."

 

وأضافت: "تتوجه العديد من المطارات إلى تطبيق هذه الرسوم لتعزيز عائداتها المالية. ونحن نشهد حالياً الحاجة إلى دفع التحسينات في الأداء من خلال التركيز على معايير أداء الأصول (مثل العائدات على الاستثمار، والعائدات على حقوق المساهمين)، وذلك من خلال تحسين توزيع التكاليف، وتفعيل النماذج التي تقيّم تكلفة الأصول لضمان مستوى الاستثمار الصحيح بأكبر قدر من الكفاءة."