رأي السباق:موسكو وانقرة والاقتصاد المشترك

الأحد 14 آب 2016

رأي السباق:موسكو وانقرة والاقتصاد المشترك

 

موسكو وأنقره : هل يجمع الإقتصاد ما تفرّقه السياسة ؟

 عقد الطرفان الروسي والتركي الأسبوع الماضي قمة " غسل قلوب " كما اصطلح على تسميتها في الإعلام ، بعد نزاع لأشهر بينهما إتخذ طابع الحدية إثر إسقاط الجانب التركي للقاذفة الروسية على الحدود التركية-السورية ..

 

بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا ، وعودة السيد أردوغان مجدداً إلى الواجهة السياسية من جديد والإختلالات مع الولايات المتحدة الأميركية في العلاقات الخارجية بسبب غموض الولايات المتحدة في إدانة محاولة الإنقلاب، تحولت البوصلة التركية نحو الجار الروسي بهدف إعادة تموضع تركيا في علاقاتها الخارجية

وإعادة إحياء العلاقات السياسية والإقتصادية مع روسيا نظراً لأهمية التبادل بين الدولتين وتشابك المصالح التي تربط كلا الدولتين في السياسة والإقتصاد..

 

روسيا بدورها تحتاج إعادة بناء مصالحها مع تركيا وتحديداً الإقتصادية منها لتفادي السقوط في المستنقع الأوكراني كون أوكرانيا البوابة الوحيدة التي تمر من خلالها أنابيب الغاز الروسية بإتجاه أوروبا . ولأجل ذلك تم الإتفاق المباشر مع الجانب التركي بفح ممر للأنابيب الروسية عبر تركيا ومنها إلى أوروبا

المستهلك الأكبر للغاز الروسي لزيادة الضغط على أوكرانيا وإخضاعها بحسب السياسة الروسية.

 

بالمقابل تحتاج تركيا إعادة إحياء مصالحها الإستراتيجية مع روسيا لتطمئنّ إلى ملفين حيويين يشغلان الجاني التركي : السياحة التركية كون 33% من السياحة في تركيا تعتمد على الوافدين والمستثمرين الروس ، والملف الكوردي الذي ينذر في كل لحظة بخلل داخل الوطن التركي وأمنه القومي..