رأي السبّاق:إرتفاع معدل الفقر
إرتفاع معدل الفقر في الدول العربية : إنذارٌ لمزيد من التأزم...
ذكر صندوق النقد الدولي في تقريره حول العالم العربي لعام 2015 أنّ نسبة الفقراء في العالم العربي إرتفعت إلى مستوى 62% ومن المرجّح أن تزيد في العامين المقبلين نتيجة عوامل أمنية ، سياسية وإقتصادية...
إنّ المنطقة العربية بطبيعتها ومرتكزاتها المالية والإقتصادية ومقوماتها الإنسانية تعدّ من أغنى مناطق العالم وأغزرها على صعيد الموارد الطبيعية، بيد أنّ أسباب عديدة تاريخية وواقعية بلورت حالة من الإخفاقات الإقتصادية والإجتماعية نذكر أهمها :
الإستعمار : فمع بداية القرن العشرين حتى منتصفه 1963 كانت الدول الأوروبية تحديداً تمتلك السيطرة التامة على غالبية العالم العربي وجعلت منه سوقاً أساسياً لمنتجاتها وثقافتها الإقتصادية وثبتت في الدول العربية مراكز قرار حليفة لاغية بذلك القرار الوطني الحر المنبثق من إرادة الجمهور وتطلعاتهم.
العولمة : التي بدأت مفاعيلها منذ العام 1948 مع توقيع إتفاقية الغات وإضطرار مجموعة واسعة من الدول العربية الإنضمام اليها رغم عدم جهوزيتها لمواجهة السوق العالمية ، فمع غياب القدرة التنافسية أمست الإقتصادات العربية حضناً دافئاً للواردات الغربية .
الحروب الداخلية والمواجهات العربية-العربية : التي أفرزت معسكرين أحدهما تابع للغرب والآخر للإتحاد السوفياتي وكلا هما إنقض بمشاريعه الإستعمارية المقنعة من جديد على الدول العربية.
الإرهاب : المدعوم من الدول المتواجهة الغربية تحديداً التي إعتمدت مبدأ فرق تسد للإنقضاض من جديد على الثروات العربية لتوفير الرخاء لمواطنيها على حساب المالكين الحقيقيين لتلك الثروات.
بالمحصلة ، فإنّ النتائج الراهنة من فقر وتراجع في المستويات الإجتماعية لا يمكن معالجتها الا بإستقلالية القرار العربي ودرء الأخطار الخارجية وأبرزها الإستغلال والإرهاب...
