رأي السبّاق:تراجع في الميزان التجاري الصيني

الخميس 10 آذار 2016

رأي السبّاق:تراجع في الميزان التجاري الصيني

 

تراجع في الميزان التجاري الصيني...

 

 لم نعهد أن نرى أداء التجارة الصيني إنحدارياً منذ العام 2009 ، فقد سجلت الصين ولأول مرة من ست سنوات إنحساراً في حجم الواردات بنسبة 13.8% بمقابل تراجع هائل للصادرات وصل إلى 25.8%
 
 
 
 
 
 
بعض المحللين والخبراء الإقتصاديين أعازوا الأمر إلى التطور الطبيعي للسوق الصينية التي كان من المتوقع أن تصل إلى مرحلة تعاني من جمود نسبي بسبب إزدياد القدرة الشرائية عند المواطنين وإزدياد الطلب على السفر لإختبار فرص جديدة في الخارج وتوظيف جزء من أموالهم في مشاريع ذات طابع تشاركي دولي مما يحرم نسبياً جزءا من الإقتصاد الصيني الإستفادة من التراكمات المالية المتوقعة في السوق المحلية.
 
 
 
 
 
 
 
أما العوامل المؤكدة التي أفضت إلى هكذا واقع فلا ترتبط مباشرة بالإقتصاد الصيني كوحدة إنتاجية ، إنما واقع الحال أن معظم الشركاء التجاريين للصين أمثال دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تعاني منذ عامين ونيف من ركودٍ إقتصادي حاد إنعكس على القوة الشرائية لتلك الدول ما جعل الدول الصينية غير قادرة على تصريف إنتاجها الكلي. أضف إلى ذلك فإنّ معظم الرأسماليين الصينيين الكبار
 
مرتبطين بعقود شراكة مع شركات أجنبية منها نفطية ومنها سلعية عادية (كالمعادن، والمواد الأولية) ما جعل أرباحهم في نسب متدنية في العامين الأخيرين وإنعكس سلباً على الناتج القومي الصيني لناحية الإستهلاك الخارجي ونعني بذلك معدل الإستيراد.
 
 
 
 
 
 
إذن تعود جذور الأزمة الواقعة حالياً في الصين إلى الإنعكسات السلبية لأزمات الدول الشريكة لها وليس بسبب تراجع أدائها الفعلي وتطبيقها سياسات مالية وإقتصادية غير مناسبة...