رأي السبّاق:ماذا يعني الدولار القوي؟

الجمعة 22 كانون ثاني 2016

رأي السبّاق:ماذا يعني الدولار القوي؟

 

هل يكون الدولار القوي محبطاً للإستثمار أم داعم له؟

 

يعود الدولار الأميركي إلى ساحة التداول النقدي بقوة نتيجة المكاسب التي كان قد حققها طيلة العام 2015 ، وما يزال ينطلق قدماً بإتجاه تصاعدي مدعوماً بمؤشرات النمو الأميركية المقبولة نسبياً وقرار رفع معدلات الفائدة المصرفية من ناحيةٍ أخرى.
 
 
يتمّ تداول الدولار مؤخرا مقابل اليورو على سعر 0.92 إلى 0.9 وهو رقم غير مفيد في التداول العالمي ومضرّ في عمليات التبادل الخارجي. بالمقابل فإنّ الأميركيين في الداخل سوف ينعمون لفترة غير واضحة الأفق بقوة شرائية متنامية وقدرة أكبر على شراء السلع المستوردة لأن السلع المدفوعة بالعملات الأجنبية ستكون أكثر تنافسية من السلع الوطنية الأميركية مع بعض الإستثناءات بما يتعلق بالسلع المدعومة.
 
 
لكن مجموعة من الخبراء يعزون قوة الدولار الفعلية إلى ضعف العملات الأخرى ، ذلك أن مجموع الأزمات المالية والأمنية التي شهدتها أوروبا وبعض الدول الآسيوية ساهمت إلى حد بعيد إلى فقدان الثقة باليورو ونزوح جزء كبير من رؤوس الأموال الأوروبية إلى بلدان يبدو عامل الإستثمار فيها ناشطاً مثل كازاخستان والصين وكوريا الجنوبية.
 

بالنظرة إلى الفضاء الأوسع أي قوة الدولار وإنعكاسه على الإقتصاد العالمي ، يبدو أن العديد من الدول ذات الإحتياطات المصرفية الهزيلة سوف تعاني من تدهور في قيم صرف عملاتها ما سيترك أثراً مباشراً على القدرة الشرائية للمواطنين في كل بلد نتيجة التضخم المالي والنقدي الأمر الذي سينعكس سلباً على الطلب على الإستهلاك فتنخفض معه المبيعات والأرباح ويؤدي كل ذلك بالنتيجة الحتمية إلى فرملة الإستثمار.