رأي السبّاق:الطيران المدني والمناورات الروسية

الأربعاء 25 تشرين ثاني 2015

رأي السبّاق:الطيران المدني والمناورات الروسية

هل تتأثر شركات الطيران المدني بالمناورات الروسية؟

 

أحدث القرار الروسي بتكثيف طلعاته الجوية فوق مناطق الدولة الإسلامية بلبلةً في أوساط شركات الطيران المدني ومكاتب الحجوزات، وأدى الأمر بالنتيجة إلى إلغاء العديد من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى المناطق المحاذية لسوريا والعراق ككوردستان العراق ولبنان وبعض الحجوزات إلى المملكة الأردنية الهاشمية تفادياً لأي حادث إصطدام في الجو.
 
 
تبقى الإنعكاسات الإقتصادية والمالية هي الركن الأساس في المسألة ، ذلك أنّ التأجيل أو الإلغاء يكبّد شركات الطيران ومكاتب الحجوزات مبالغ طائلة إن لناحية الخسائر المتوقّعة أو لجهة تردداتها على المدى المنظور.
 
 
تأتي التجربة الحالية بعد الأحداث الدامية في فرنسا وقبلها مأساة الطائرة الروسية وتحطمها فوق سيناء والإنعكاسات الدراماتيكية على الإقتصاد والسياحة المصرية، والأزمة الأكبر هي التضعضع الحكومي لدول المنطقة التي لم تتخذ لغاية اللحظة أي إجراء مالي أو إقتصادي لمعالجة أزمات الثقة الناجمة عن الأحداث الأخيرة.
 
 
الظاهر للعلن أنّ العالم برمته أمسى تائهاً في سبل المعالجة لأنّ أدوات التدخل الإقتصادي الكلاسيكية لم تعد تجدي نفعاً في ظل المستجدات الراهنة، ولأنّ عناصر التأقلم مع الطارئ لم تتبلور بعد ، فنرى فرنسا تعيش ردات الفعل ، والمانيا وبلجيكا تتلاطمهما الهواجس الأمنية وإنعدام التنسيق مع باقي الإتحاد كأنما السكينة والإستقرار باتا من أحلام اليقظة التي تبعد شيئاً فشيئاً عن إمكانية التحقّق.