رأي السبّاق:تغيّر عناصر الإنتاج الصناعي

الخميس 29 تشرين أول 2015

رأي السبّاق:تغيّر عناصر الإنتاج الصناعي

 بدأت الصناعة تتخذ حيزاً مهماً في الإقتصادات الناشئة والمتقدمة منذ قرنٍ تقريباً ، وإنتقلت من مجرد حرف وصناعات بسيطة تحويلية إلى صناعات ضخمة تتطلب رساميل هائلة ويد عاملة متزايدة.

 

شهد القطاع الصناعي تحولات عديدة منذ مطلع القرن التاسع عشر وحتى يومنا الحالي ويعود ذلك لتبدّل عناصر الإنتاج الصناعي في كل حقبة وعند أي إبتكار. فبعد أن كانت الصناعة بمجملها يدوية تستخدم عنصر اليد العاملة كمحرك ثابتٍ للإنتاج ها نحن اليوم أمام تحول دراماتيكي ، فأضحت الروبوتات والأذرع الآلية هي المنتج الأبرز داخل المصانع والمعامل الكبرى وبات يقتصر دور الأيدي العاملة على الرقابة والشحن والإدارة.

 

أرخى  التطور التكنولوجي  بكافة أجزائه على الصناعة وارتبط  تطوّر الدول وتقدمها ،حكماً، بطرق الإنتاج الصناعي ومدى إدخال التكنولوجيا فيه، حتى صار يطرح بعض المحللين نظرية المصنع الرقمي ما يعني إستبدال الأيدي العاملة كلياً بالآلات نظراً لكلفتها وضمانة عملها.

 

ولكن بالمقابل يترتب على هذه الحالة مخاطر موصوفة تتعلق بالقطاع الصناعي والإنسان على حد سواء. فالمصنع الذي لا يحوي بشراً لا يستطيع أن يُنتج للبشر وما لمسة الإنسان ودمه وعرقه إلاّ نفحة حب وتضحية يذرفها الإنسان ليتواصل مع أخيه الإنسان المستهلك في أي بقعة من الأرض وجد أو إستقرّ كما أن تسريح اليد العاملة يوصل لأزمات إجتماعية قد ترتفع معها معدلات الجريمة والإنحراف وضعف القدرة الشرائية لدى الأسر وذلك ما قد يؤثر سلباً على الإنتاج الصناعي وتقدّم القطاع.