رأي السبّاق:الحرف في لبنان وأزماتها

الجمعة 04 أيلول 2015

رأي السبّاق:الحرف في لبنان وأزماتها

الصناعات الحرفية في لبنان وأزماتها.

 

نشط الحرفيون في لبنان منذ عهد الإمارة المعنية والمتصرفية وأيام سيطرة السلطنة العثمانية ، فإنتشرت الحرف على إمتداد الوطن اللبناني وبخاصة في الأرياف وكانت إلى جانب الزراعة مورداً رئيسياً لعدد لا يستهان به من اللبنانيين.
 
 
تعدّدت في حينها أنواع الحرف فبرزت صناعات الغزل والنسيج ، والحفر على الخشب والنحاس بالإضافة إى صناعة الصابون والسكاكين والأجراس والفخاريات.
 
 
 
ولكن بعد إنتهاء فترة الإنتداب الفرنسي عام 1946 والتطورات التي واكبت الإستراتيجيات الإقتصادية والصناعية ودخول الصناعات الأوروبية والأميركية وغيرها ، بدأت الصناعات الحرفية بالأفول شيئاً فشيئاً بسبب عوامل داخلية وخارجية، أبرزها:
 
 
-إتكال اللبنانيين المستمر على الصناعات الأجنبية الجاهزة كونها أقل ثمناً وأكثر قابلية للتجارة.
 
 
-موجات النزوح والهجرة الكثيفة لدى القرويين الذين آثروا العمل في مصانع تحمل طابع المكننة والتي كانت الأكثر إنتشاراً في المدن.
 
 
-التطور التكنولوجي السريع والمنافسة التي باتت تركز على السعر كأساس للتبادل التجاري بالإضافة إلى توحيد المعايير الصناعية والإقتصادية مع سطوع نجم الليبرالية.
 
 
-توجّه معظم الجيل الثاني والثالث من اللبنانيين نحو قطاعات ذات مداخيل أعلى مثل الخدمات والمصارف والصناعات التكنولوجية.
 
 
-التقدم العلمي الذي ساهم بتغيير أساليب وطرق التصنيع والإتكال على المكننة الأمر الذي إنعكس سلباً على قطاع الصناعات الحرفية التي بدورها أضحت هواية لدى بعض الأشخاص ومنهم من ربطها بالقيم التراثية وجعلها ركناً من أركان التسويق السياحي اللبناني.