رأي السبّاق:الصين بين نوعين من الاقتصاد

الجمعة 10 تموز 2015

رأي السبّاق:الصين بين نوعين من الاقتصاد

تجربة الصين الإنمائية :بين الإقتصاد الكمي والإقتصاد النوعي.

 

إعتمدت الصين منذ الثورة الشيوعية الكبرى على هيكلية إقتصادية متماسكة ترتكز على محورين أساسيين : العدالة الإجتماعية من جهة والتصنيع الكمي الثقيل من جهة ثانية  لما يوفّره من موارد لمجتمع يتخطّى ال 20% من سكان الأرض.
 
 
كانت الإنطلاقة الفعلية لمبدأ التصنيع الثقيل في الثمانينات حينما لجأت اليابان إلى الخبرات الصينية واليد العاملة ذات الأجور المتدنية لتخفيض تكاليف إنتاجها عملاً بالمسلك الإقتصادي الذي ساد آنذاك مع بروز نظام العولمة. ثمّ ما لبثت الدولة الصينية أن بدأت بإستقطاب الرساميل الأوروبية والأميركية التي بدورها إستعانت بالقوة العاملة الصينية التي أضحت أكثر إنتاجية وفعالية في سوق العمل لاسيما بعد الثورة الثقافية الكبرى التي أطلقها الزعيم ماو وسارت مذاك الوقت الصين على خطى العلم والحداثة.
 

وكانت قمة النهوض الإقتصادي الصيني بداية الألفية الثالثة فقد تفرّدت الصين منذ ذاك الوقت بصدارة التصدير الصناعي العالمي، فإكتسحت الصناعات الصينية كافة الأسواق العالمية تقريباً وكانت نقطة الضعف الوحيدة والعلامة الناقصة للصناعة الصينية هي فقدانها الجودة التي تمتاز بها أوروبا وسائر دول العالم المتقدّم.
 

عام 2011 كانت الإنعطافة الكبرى للإنتاج الصناعي والسلعي للدولة الصينية، فالثورة التكنولوجية والروبوتية التي إنطلقت في الصين مهّدت لتطوّر ملموس في نوعية الإنتاج فباتت تكوّن شيئاً فشيئاً لها مكانة بين عمالقة التسويق والإتناج النوعي ما جعل عددا من الإقتصاديين أن يُعلن جازماً : " بدأ القرن الآسيوي ".