رأي السبّاق:هل يُوظَّف الرأسمال العربي بطريقةٍ صحيحة؟

الأحد 21 حزيران 2015

رأي السبّاق:هل يُوظَّف الرأسمال العربي بطريقةٍ صحيحة؟

هل يُوظَّف الرأسمال العربي بطريقةٍ صحيحة؟...

 

ذكرت عدة مصادر إحصائية عربية ودولية أنّ الرأسمال المُجمع العربي في الخارج على شكل ودائع وتوظيفات بورصية قد يصل إلى 1.1 تريليون دولار، وهو رقم لا يُستهان به في ظلّ تراجع النمو الإقتصادي في الدول القيادية والأزمات الأمنية والسياسية المتراكمة في منطقة الشرق الأوسط.
 
 
منذ مطلع السبعينات والرساميل العربية وبخاصة الصادرة عن الدول النفطية يتمّ توظيفها في غالب الأحيان ضمن الجغرافيتين الأميركية والأوروبية لما يتمتّعان به من إستقرار سياسي وفرص إقتصادية واسعة إن على صعيد القطاع العقاري أو السياحي أو التكنولوجي.
 
 
وهنا تُطرح المُعضلة الأساس : لماذا لا يتم توظيف جزء من تلك الأموال والأصول المجمّعة داخل الوطن العربي؟ وما هي أبرز المخاطر التي تمنع المستثمر من إتخاذ الخطوة السبّاقة بالإستثمار في بيئته ومجتمعه العربي؟
 
 
الأسباب كثيرة وتعدادها يطول فمقولة : الرأسمال جبان هي من أوضح الإيحاءات التي تساهم في فرملة الإستثمار, ويعود ذلك إلى إنعدام الإستقرار السياسي والأمني والإجتماعي والإقتصادي، وهنا نعود إلى الدائرة الأولى : ألا يجب إستعمال تلك الأموال لإطفاء الجزء الأكبر من تلك الأزمات ؟
 
 
الجواب يأتي حتماً بالإيجاب لكن حسن إختيار التوظيف المالي هو أحد أهم الشروط التي تمكّن المجتمع العربي من الإستفادة من الرأسمال العربي في الخارج وأوّلها العودة إلى المصدر الوحيد لكلّ تطور،ويتمثّل ذلك في إعادة تأهيل القطاع التربوي الذي يشكّل العمود الفقري والمحرّك الحقيقي لإنتاجية الأيدي العاملة المستقبلية التي تستطيع بقدرتها وتمرّسها على إعادة إحياء التنمية الإقتصادية الحقيقية التي تُعدّ الوعاء المستدام للنموّ الإقتصادي.