رأي السبّاق:ماذا بعد استقالة بلاتر!

الجمعة 05 حزيران 2015

رأي السبّاق:ماذا بعد استقالة بلاتر!

عاد الجدل الى الساحة الكروية بعد استقالة السويسري جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم الذي اصبح الآن يعرف بالرئيس السابق , وتتحدث الصحافة الأوروبية عن كواليس تدار خلف ستار الفيفا وعن تسريبات وترجيحات ,لكن يبقى السؤال الأهم الذي يخطر بالبال : ماذا حدث لبلاتر وان كان اصلا يريد الإستقالة فلماذا ترشح من الأصل ؟ اسئلة تطرح نفسها ولكن يبقى الجواب مبهما الى حين معرفة ما ستؤول اليه انتخابات الفيفا القادمة .

 

لا يخفي الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم رغبته في الترشح لمنصب رئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم خصوصا بعدما نجح ولو بطريقة غير مباشرة باسقاط بلاتر من عرش الفيفا , وهو ليس بالأمر السهل , فالجميع  يدرك مدى قوة وسيطرة بلاتر في الفيفا بالرغم من الفضائح التي هزت الفيفا ولكن لا يمكننا الا التسليم بقوة هذا السويسري الذي نجح في خمس مناسبات بالوصول الى رئاسة الأتحاد الدولي , الأمر الذي اعترف به الجميع ,خصوصا خصومه الذي وجدوا صعوبة كبيرة في اسقاطه  , لكن القضية تكمن في كيفية حدوث مثل هذه الإستقالة بعد اقل من اسبوع على انتخاب بلاتر رئيسا واقصائه الأميرالاردني  علي بن الحسين .

 

نعم انتخب بلاتر وحاز على 133 صوت وأشرق صباح أول يوم في ولاية بلاتر الجديدة واشرقت معه فضائح الفساد , من جنوب افريقيا الى دول الكاريبي الى جمهورية ايرلندا .... العنوان واحد وهو الفساد , الصحافة الأوروبية والأميريكية بدأت تجهيز نعش بلاتر المهني , لتكون فضيحة الرشوة المقدمة من رئيس اتحاد جنوب افريقيا الى نائب بلاتر جيروم فالكه هي آخر مسمار يدقّ في نعش مهنية بلاتر , استقال بلاتر بشكل سريع مع نائبه واعترف انه لن يستطيع اكمال الطريق بوجه الصحافة والإتحاد الأوروبي , قالها بلاتر وبطريقة غير مباشرة , هذا الشكل ولكن المضمون يخفي حوله العديد من التساؤلات وأولها عن فخ نصبه بلاتيني لإزاحة الأمير علي وبلاتر وهما المرشحان الأقوى منطقيا ,لهذا لم يخفي بلاتيني رغبته بالترشح الى رئاسة الفيفا وخصوصا بعد استقالة بلاتر رغم دعم بلاتيني المنقطع النظير للأمير علي والذي حظي بدعم كبير من الأوروبيين والأميركيين أيضا , ولكن لماذا لم يترشح بلاتيني من الأول , ولماذا لم يتم دعم رئيس الإتحاد الهولندي الذي اعلن انسحابه لمصلحة الأمير علي ,ولماذا ظهرت فضائح جديدة في هذا الوقت وليس قبل انتخاب بلاتر مثل فضيحة منتخب ايرلندا الذي ادعى احد المسؤولين في الإتحاد الإيرلندي انه تلقى مبلغا من المال من الفيفا مقابل السكوت عن الطريقة الظالمة التي لحقت بايرلندا وأهلت فرنسا الى كأس العالم 2010 على قاعدة ان منتخب فرنسا بغيابه عن مسابقة بحجم كأس العالم سيحدث فراغا كبيرا على جميع الأصعدة وأولها الإقتصادي , الجواب قاله احد الصحافيين الأميريكيين الذي ادعى وجود ملفات عديدة في حوزة الصحافة الأميركية والبريطانية منها ما هو خطير للغاية تثبت ضلوع بلاتر في صفقات سوداء , وهذا ليس بالبعيد مع تقرير أعدته صحيفة الصنداي تايمز تحدثت فيه عن مزاعم ادارة بلاتر لشركة وهمية تحت اسم الفيفا في دبلن عاصمة جمهورية ايرلندا.

 

الصحف لم تتوانى عن نبش الفضائح المدوية والذي كان آخرها خبرا غير رسميا يتعلق بمساعدة احد المنتخبات بالوصول الى كأس العالم بطريقة غير لائقة والحديث هنا عن تأهل فرنسا لمونديال جنوب افريقيا 2010 مرورا بكأس العالم 2002 والمساعي الواضحة والإنحياز التحكيمي الصارخ بجانب كوريا الجنوبية والتي ظهرت بشكل واضح في مباراة كوريا الجنوبية وإيطاليا في الدور الثمن نهائي لمسابقة كاس العالم 2002 والتي اعتبرت من اكثر المباريات عارا على كرة القدم العالمية بسبب انحياز الحكم الإكوادوري للمنتخب الكوري الجنوبي, وعرف لاحقا عن تورط هذا الحكم في قضايا مخدرات .

 

ااذاً، الفساد ضرب الفيفا الى اللانهاية في عهد بلاتر, وخليفته سيكون على قدر كبير من المسؤولية من اجل اعادة ثقة الفيفا الى الرأي العام أولا والتحضير لاحتواء ازمة مونديال 2022 في قطر عن طريق ايجاد حلّ يرضي الجميع خصوصا مع بروز شبه اجماع أوروبي على عدم المشاركة في تصفيات هذه النسخة وأولهم الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم , فالمهمة القادمة تعتبر شاقة ومضنية ومحفوفة بالمطبّات .

ننتظر ونرى لتتضح الصورة في الأسابيع القادمة لنعلم ما ستؤول اليه الأمور في هذه القضية التي اشعلت الحرب الباردة بشكل خفيف بين الروس والأميركيين.

أمور عديدة سنحللها لاحقا بالشهادات والأدلّة والتحليلات في عالم اصبحت فيه الفيفا لغزا محيرا .