تورينو العريق بدأ يستعيد البريق

الثلاثاء 28 نيسان 2015

تورينو العريق بدأ يستعيد البريق

يعتبر فريق تورينو الإيطالي من أعرق وأقدم الفرق في إيطاليا وهو القطب الثاني لمدينة تورينو بعد اليوفنتوس, ويؤكد الكثيرون أن تورينو هو الفريق الأكثر شعبية في المدينة برغم أفول نجمه منذ نهاية التسعينات .

 

لم يعد فريق تورينو ذلك الفريق الذي يقضي مواسمه متأرجحا بين الصعود والهبوط كما كان في أواخر التسعينات وأوائل العقد الأول من الألفية الثانية , لم يعد تورينو حصالة فرق الدوري الإيطالي , نفض" الغراندي تورينو" كما يحلو لعشاقه تسميته الغبار عنه وتذكّر انه ذاك الفريق الذي يملك سبعة ألقاب في الدوري الإيطالي , تذكر انه الفريق الذي كان مرعبا لأيطاليا في أربعينيات القرن الماضي لولا حادثة الطائرة المنكوبة التي أودت بحياة جميع لاعبيه وأسدلت الستار على نهاية حزينة لفريق كان يتسيّد الكالتشيو في هذه الحقبة.

 

بدأت قصة عودة "التورو" منذ موسمين تحديدا موسم 2012-2013 عندما عاد الى مكانه الطبيعي بين الكبار في دوري الدرجة الأولى , عانى تورينو قليلا في ذاك الموسم لكنه نجح في الصمود والبقاء لموسم آخر  بين الكبار , ولكن القصة الحقيقية بدأت الموسم الماضي بقيادة المدرب العجوز جيامبييرو فينتورا ونخبة مميزة من اللاعبين على رأسهم الهداف تشيرو ايموبيلي الذين قدّموا موسما اطلق عليه جميع مشجعي التورو إسم " موسم العودة الصحيحة " نظرا للأداء الكبير الذي قدمته كتيبة فينتورا وأيضا لإحتلالهم المركز السابع الذي أهلهم عوضا عن بارما لمسابقة الدوري الأوروبي لأول مرة منذ عشرون عاما, حينها بدأت إدارة النادي بالعمل الصحيح واستغلّت بيع نجمي الفريق تشيرو ايموبيلي واليسيو تشيرشي واستقدمت المخضرم فابيو كوالياريلا وكريستيان ومولينارو واستطاعت الإبقاء على لاعبين تألقوا مثل ماتيو دارميان والقائد كميل غليك, وتوّج تألق لاعبي تورينو في هذا الموسم الى استدعاء ثلاثة لاعبين منهم للمنتخب الإيطالي في كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل (تشيرو ايموبيلي , اليسيو تشيرشي , ماتيو دارميان).

 

مسلسل النجاح التصاعدي استمر وهذا الموسم كانت حلقته الثانية مع الوصول الى الدور الثامن نهائي من مسابقة الدوري الأوروبي والخروج على يد زينيت سان بطرسبرج الروسي علما ان تورينو  كان على قاب قوسين أو أدنى من التأهل لولا سوء الحظ وقلة الخبرة , لكن التألق لم يكن أوروبيا فحسب , فالفوز على إنتر ميلان في ملعب الأخير والتعادل مع روما والفوز على نابولي واكتساح سامبدوريا القوي خير دليل على التفوق والثبات الذي يقدمه الثور النبيذي , لكن كل هذا بكفّة والفوز بالديربي بكفّة , فوز انتظره مشجعو تورينو عشرين عاما حتى أتى هذا الموسم وبأقدام لاعب يوفنتيني سابق اسمه فابيو كوالياريلا الذي بالطبع لن ينساه مشجعو "التورو" ولن ينسوا هدفه بالتأكيد الذي ستظل صرخات مشجعي النبيذي التي هتفت في هذه المباراة عالقة في أرجاء ملعب الأولمبيكو دي تورينو.

 

 يحتل تورينو المركز الثامن في ترتيب الدوري وهو على بعد نقطتين من المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي واضعا نصب عينيه  قلب الطاولة على الجميع وتكرار انجاز الموسم الماضي , عندها سيختتم موسم 2014-2015 في نهاية الشهر القادم وسواء تأهل تورينو لمسابقة الدوري الأوروبي ام لم يتأهل فبالتأكيد على جمهوره ومحبّيه أن يفتخروا بفريقهم ومدربهم ولاعبيهم على ما قدموه رغم تواضع الإمكانيات نسبة للفرق الأخرى وبالتأكيد عليهم الإطمئنان الى وضعية فريقهم في المواسم القادمة خصوصا أن الفريق يقدّم كل سنة نجما جديدا، فبعد انجيلو أوغبونا وتشيرو ايموبيلي ها هو ماتيو دارميان يجذب انظار الجميع في الكرة الإيطالية , دون نسيان وجود قائد مميز يدعى كميل غليك ومدرب مخضرم في الكرة الإيطالية وإدارة تستطيع الإبحار بالفريق نحو شاطئ البطولات

على مشارف نهاية موسم كروي سيتذكر المشجع التوريني كثيرا موسما كان فيه فريقه ذات الإمكانيات الصغيرة مشرفّا في أوروبا متألقا في إيطاليا ....... وفائزا في ديربي تورينو .