رأي السبّاق :الإقتصاد الياباني في مأزق
هل يمكن القول انّ الإقتصاد الياباني في مأزق؟
إعتاد اليابانيون وتحديداً في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية ، على زيادة معدّلات الإدخار لديهم عاماً بعد عام، تخوّفاً من أزمة جديدة يمكن أن ترجعهم إلى سابق عهدهم من البؤس والحرمان.
أما اليوم وبعد التقارير الصادرة عن المصرف المركزي الياباني والمصارف الكبرى التجارية والتقارير الحكومية، تبيّن أن المواطنين اليابانيين قد عادوا إلى دوّامة الإنفاق غير المجدي إذ وصلنا في الوقت الراهن إلى معدّل صفر إدخار لدى غالبية المواطنين ما يُنذر بالخطر على المدى المتوسط والبعيد.
فكما هو معلوم أن المحرّك الأساس للإستثمار يبقى الإدخار، وما نشهده من إنكماشٍ حالي للإقتصاد الياباني ، هو دليلٌ ساطع على أنّ ثقافة الإدخار لدى المواطن الياباني قد تبخّرت وأن إنفاقه الكلّي قد أمسى على تماس مباشر مع قيمة الدخل بمعنى أن هذا المسار الإنحداري سيوصل حتماً إلى تراكم الديون في المدى الملحوظ.
المؤشر الآخر غير المطمئن لإقتصاد اليابان أيضاً هو الخلل الواضح في الهرم السكاني وما له من تبعات سلبية على التطوّر المستقبلي للإقتصاد. فإزدياد عدد المسنين عاماً بعد عام وتدني معدل الولادات سيمهد في وقت معين إلى خلل في عملية الإنتاج حيث سنشهد إنخفاضاً في عدد الأيدي العاملة وبالتالي تراجع في الإنتاج والنمو الإقتصادي.
