متحف للفن يطفو على مياه دبي

الاثنين 03 تشرين ثاني 2025

 متحف للفن يطفو على مياه دبي

 ".في خطوة جديدة تمزج بين الشعر المعماري والدقة الهندسية، كشف المعماري الياباني الشهير تاداو أندو عن مشروعه الأحدث: "متحف دبي للفن

 سيطفو المتحف على حافة خور دبي كتحفة معمارية تترجم فلسفته في التعامل مع الضوء والمادة والفراغ. المبنى ذو الشكل المنحني الأحادي الكتلة، سيقوم على منصة دائرية عائمة في مياه الخور المالحة.

وتلتف أسطحه الخرسانية الملساء حول نفسها في حركة لولبية تنفتح نحو واجهة زجاجية تلتقط ضوء الصحراء المتبدّل على مدار اليوم.

من بعيد، يبدو المتحف كجسم في حالة توازن بين الثبات والحركة، تجمع خطوطه المنحنية بين صرامة السفينة وهندستها الهيدروديناميكية من جهة، وأناقة النحت الحديث من جهة أخرى.

واجهته البيضاء الناعمة تتخللها فتحات مثلثة متدرجة إلى الأعلى، تسمح بتسلّل الضوء الطبيعي إلى الداخل في مشهد بصري يتبدل مع حركة الشمس.

وعند الغروب، تمتص الخرسانة الدافئة ظلال العنبر التي تصبغ السماء، فتلين هندسة المبنى الصارمة وتتحول إلى مشهد شاعري نابض بالهدوء.

يصل الزائر إلى المتحف عبر ممر تصطف على جانبيه أشجار النخيل، تتكرر ظلالها على الواجهة بإيقاعٍ متناغم يوحي بحركة الموج. ويلامس المبنى سطح الماء عبر شرفات منخفضة، تمنحه الإحساس بأنه يطفو بخفة على صفحة الخور.

داخل هذا الصرح، تتجلى بصمة أندو المميزة في التعامل مع الضوء والخرسانة بوصفهما مادتين للتأمل لا للبناء فقط. فالمعارض تحتل الطابقين الأولين، وتلتف حول فناء دائري مفتوح (oculus) يوزّع الضوء الطبيعي على المساحات الداخلية في توهج لؤلؤيّ هادئ. التفاعل بين الجدران الخرسانية المقوّسة والفتحة السماوية الدائرية يرسم مسار الزائر بوضوح دون الحاجة إلى فواصل أو حدود مصطنعة.

أما الطابق العلوي، فيضم صالة استقبال ومطعماً مطلاً على خور دبي وأفق المدينة من خلال واجهات زجاجية تمتد من الأرض إلى السقف، فيدعوك إلى تأمل العلاقة بين الفن والمدينة التي تحتضنه.

ويضم المتحف أيضًا مكتبة ومساحات مخصصة للدراسة والإبداع، تهدف إلى دعم الجيل الجديد من الفنانين والمصممين الإماراتيين والعرب.

المشروع الذي تم بتكليف من مجموعة الفطيم، يأتي كمنصة عامة لتبادل الإبداع وتعزيز الحوار الثقافي، في انسجام مع اهتمام أندو الدائم بالعناصر الأساسية للعمارة: الضوء، والهندسة، والفراغ.

ففي هذا الفضاء البحري الحضري، تتقاطع هذه العناصر لتنتج مبنى يُخفي وراء غلافه الأملس مشهداً داخلياً متدرجاً من الكتل الخرسانية والفراغات المنحنية التي توجه الحركة وتؤطر الرؤية.

وعند اكتماله، يُتوقع أن يشكّل متحف دبي للفن محوراً ثقافياً جديداً في المدينة، ومعلماً معمارياً يربط بين حداثة دبي وطموحها المستقبلي من جهة، وبين فلسفة أندو الإنسانية في العمارة من جهة أخرى: فلسفة تُعيد الفن إلى جوهره الأول، حيث النور، والماء، والخرسانة تتحول إلى لغة واحدة تُترجم الهدوء والتأمل والجمال