مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ" و "هيئة البيئة-أبوظبي" ينظمان ورشة علمية متخصصة

الجمعة 02 أيار 2025

مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ
استضاف مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ، أكبر مركز متخصص في أبحاث وإنقاذ وإعادة تأهيل وإطلاق الأحياء البحرية في المنطقة، مؤخراً أول ورشة عمل علمية إقليمية عربية حول الأعشاب البحرية، بالشراكة مع هيئة البيئة - أبوظبي ومعاهدة المحافظة على أبقار البحر المنبثة عن اتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية. وذلك بحضور البروفيسورة إيما جاكسون، رئيسة الجمعية العالمية لأعشاب البحر، والتي تشارك في هذا الحدث لدعم جهود البحث والتعاون في هذا المجال الحيوي.
جمعت ورشة العمل نخبة من الباحثين البحريين وخبراء البيئة من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وقطر، والبحرين، والكويت، والأردن، وسلطنة عمان، حيث تناولوا الدور الحيوي لبيئات الأعشاب البحرية في دعم النظم البيئية الساحلية في العالم العربي، وتبادلوا أحدث المعلومات والخبرات
حول هذه الأنواع، كما ناقشوا سبل تعزيز جهود الحفاظ عليها وحمايتها
وتعد الأعشاب البحرية من النباتات البحرية المزهرة التي تنتشر في المناطق الساحلية حول العالم، وتلعب دوراً أساسياً في دعم النظم البيئية البحرية من خلال تقديم خدمات بيئية حيوية، مثل إنتاج الأكسجين، وتثبيت الرواسب، واحتجاز الكربون الأزرق، فضلًا عن كونها بيئة طبيعية رئيسية للعديد من الكائنات البحرية،
بما في ذلك الأنواع المهاجرة مثل أبقار البحر والسلاحف البحرية. فعلى سبيل المثال، تحتضن شواطئ أبوظبي، التي تمثل نحو 4% من إجمالي مساحات الأعشاب البحرية في العالم، واحدًا من أكبر تجمعات أبقار البحر المهددة، والتي تعتمد بشكل شبه كامل على الأعشاب البحرية في غذائها، حيث تستهلك البالغة منها ما يصل إلى 40 كيلوجراماً يومياً
وعلى الرغم من الأهمية البيئية الحيوية لمروج الأعشاب البحرية، فإنها تشهد تراجعاً مقلقاً على مستوى العالم، حيث تفقد ما يقارب 110 كيلومترات مربعة سنوياً منذ عام 1980، نتيجة لضغوط بيئية وتنموية، أبرزها التوسع العمراني في المناطق الساحلية وموجات الحر البحرية. وسلّطت هذه الورشة الضوء على
الحاجة الملحّة إلى سد الفجوات المعرفية، وتعزيز استراتيجيات الحفظ القائمة على الأدلة العلمية، كما وفّرت منصة لتبادل المعرفة والتجارب بين الباحثين والخبراء في المنطقة، ما أتاح لهم فرصة لتقييم واقع أبحاث الأعشاب البحرية، وتحديد الأولويات البحثية، وتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الحفظ. كما أسهمت في ترسيخ شراكات بحثية مستدامة، تدعم الحوار العلمي المستمر، وتدفع بمبادرات الحفاظ على هذه النظم البيئية الحيوية في العالم العربي
وأكد أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي على أهمية المشاركة في الورشة قائلاً: "تلتزم هيئة البيئة - أبوظبي بالتعاون مع شركائها المحليين و الإقليميين والدوليين للعمل على تطوير أدوات حماية أنظمتنا البيئية البحرية بما في ذلك استخدام الذكاء
الاصطناعي وتقنيات الرصد المتقدمة، لتعزيز فهمنا لمروج الأعشاب البحرية وحمايتها في جميع أنحاء المنطقة العربية نظراً إلى أهميتها في حفظ التنوع البيولوجي واحتجاز الكربون ما يعزز مرونة أنظمتنا البيئية الساحلية. وتُمثل هذه المبادرة خطوةً هامةً نحو تعزيز التعاون العلمي، وتبادل الخبرات لضمان مستقبل مستدام."
وقالت الدكتورة إليز ماركيز، مديرة مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ: "تمثل الأعشاب البحرية عنصراً أساسياً في النظم البيئية البحرية، حيث تؤدي دوراً حيوياً ليس فقط في دعم التنوع البيولوجي، بل أيضاً كمخازن طبيعية للكربون الأزرق. ومن خلال برنامجنا البحثي المتخصص، يواصل المركز جهوده
لتعزيز الفهم العلمي لأنظمة الأعشاب البحرية في الخليج العربي والمنطقة ككل. وتعد هذه الورشة خطوة بارزة نحو إطلاق تعاون علمي متقدم يعزز أبحاث الأعشاب البحرية. إننا نشهد مرحلة جديدة من الفرص الطموحة للحفاظ على هذه النظم البيئية، ويسعدنا أن نساهم بفعالية في تطويرها وتعزيز استدامتها"
وسلّط ممثلو اتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة الضوء على مبادرة الأعشاب البحرية 2030، التي جرى إطلاقها خلال فعاليات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28)، والتي تهدف إلى وضع إطار عالمي للحفاظ على الأعشاب البحرية وتعزيز دورها في دعم الأنواع المهاجرة، مثل أبقار البحر والسلاحف البحرية وأسماك القرش. 
ومن جانبها قالت ربى أبو عطية، المنسقة التنفيذية لمكتب معاهدة المحافظة على أبقار البحر المنبثة عن اتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية: " تُعدّ بيئات الأعشاب البحرية ضرورية للأنواع المهاجرة مثل بقر البحر والسلاحف البحرية، لكنها ما زالت تفتقر إلى الأبحاث الكافية وتواجه العديد من التهديدات. تهدف هذه الورشة إلى تعزيز التعاون الإقليمي وسد الفجوات المعرفية، مما يسهم في دفع جهود حماية الأعشاب البحرية إلى الأمام. ونأمل أن تكون هذه الورشة خطوة نحو شراكات أوسع في المنطقة لدعم أجندة الحفاظ على الأعشاب البحرية."
وباستضافته لهذا الحدث، أكد مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ على دوره المحوري في دعم جهود الحفاظ على البيئة البحرية، وتعزيز الشراكات التي تسهم في إجراء أبحاث علمية مؤثرة تعزز من حماية التنوع البيولوجي البحري في المنطقة وتضمن استدامته للأجيال القادمة