الزعتر كرمز بين لبنان وفلسطين

الأربعاء 13 كانون أول 2023

الزعتر كرمز بين لبنان وفلسطين

عادت نبتة الزعتر الى الواجهة بعدما تحولت الى مادة اهتمام عالمي .

 يقود اعلان  اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي منقوشة الزعتر اللبنانية ضمن التراث غير المادي للبشرية الى البحث عن الزعتر تاريخيا.

لا شك أنّ الزعتر قديم في بلاد الشام، من لبنان وفلسطين وسوريا والأردن، لكنّ له خصوصية في لبنان لارتباطه بالمنقوشة ،ولارتباطه بفلسطين على صعيد الهوية الى جانب شجرة الزيتون المشتركة في رمزيتها مع لبنان تحديدا.

وكما تنتشر صور جرافات الجيش الإسرائيلي في اقتلاع شجرة الزيتون من الأرض الفلسطينية ودفاع الناس عنها، تمنع إسرائيل حصاد الزعتر منذ عام 1977(وزير الزراعة أرييل شارون) ضمن مجموعة من النباتات البرية(شقائق النعمان،البرقوق)  التي تربطها إسرائيل بهويتها وبصادراتها الخاصة.

ربط الفلسطينيون نضالهم برفعهم منذ العام 1984 :" باقون ما بقي الزيتون والزعتر". يسميه الفلسطينيون " الذهب الأخضر" وله "اليوم العالمي للزعتر" الذي يصادف في الثالث والعشرين من أيلول.

نبذة:

وفق مقال بعنوان The History of Thyme، نشرته مجلة PLANT SNAP، يعود اكتشاف الزعتر واستخدامه إلى فجر التاريخ.  .

عُثر على أقدم نبتة زعترية في بلاد السومريين القديمة منذ ما يزيد عن 3000 عام، وأدرك أجدادنا أهميته كمكوّن مطبخي وطبي وطقوسي، ودمجوه مع نباتات أخرى مفيدة كإكليل الجبل ومن ثم السمّاق والسمسم.

يوجد حوالي 300 نوع مختلف من نبتة الزعتر، أشهرها Thymus vulgaris الزعتر البري، أو Thymus serpillum وThymes citriodorus زعتر الحمضيات كأصناف شائعة من العشب.

استخداماتها القديمة/

استخدمها الفراعنة في التحنيط لاحتوائها على نسبة عالية من مكون الثيمول التي تساهم في قتل البكتيريا والفطريات، وتطرد أيضا روائح التحلل مع التوابل مثل القرفة والخزامى...

تطرد رائحة الزعتر المحروق الروائح الدنسة من المعابد والبيوت لتنقية الأمكنة ما يساهم في إشاعة أجواد الاسترخاء والطمأنينة.

اعتقد الناس أيضًا أن الزعتر يتمتع بصفات وقائية قوية، فتناولوه قبل الوجبات وبعدها للحماية من السم، حتى أنّهم خلطوا الزعتر في حمامات ساخنة لإكساب الأجساد مناعة.

شكل الزعتر مادة لتبادل الهدايا بين الملوك والأباطرة.

في العصور الوسطى تُعطى نبتة الزعتر للمحاربين رمزا للإقدام والشجاعة.

في عام 1349، حين  اجتاح وباء الموت الأسود أجزاء من أوروبا، لجأ الناس إلى الزعتر للحصول على القوة والحماية والراحة، عبر مركب الثيمول الكيميائي، والذي لا يزال موجوداً في عصرنا الحالي في عناصر مثل غسول الفم ومعقم اليدين. ارتبط في العصر الفيكتوري – 1837 إلى 1901م بعدد من الأساطير والروايات الشعبية إضافة الى دواء في الضمادات لعلاج المرضى.

ولا تزال نبتة الزعتر حيّة في المطابخ اللبنانية والفلسطينية والاردنية والسورية إضافة الي مطابخ عربية ومتوسطية أخرى.