متحف المستقبل رسالة أمل

الأربعاء 23 شباط 2022

متحف المستقبل رسالة أمل

دشن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم  نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، متحف المستقبل.

ويُعتبر أجمل مبنى على وجه الأرض، المعلم الأيقوني المعرفي الجديد في دبي، الذي سيكون مركزاً علمياً وفكرياً من نوع جديد، وأكبر منصة في المنطقة لدراسة المستقبل واستشرافه وتصميمه، ضمن رؤية مُعمَّقة تسعى إلى حشد العقول والباحثين والعلماء والخبرات والطاقات الفكرية والإبداعية في المنطقة والعالم، وبناء شبكة من الشراكات مع كبريات المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية في العالم والعمل على خلق نقاشات معمَّقة حول التغيرات والاتجاهات المستقبلية، في شتى القطاعات التنموية والاقتصادية والعلمية والمجتمعية والإنسانية.

قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:

 "متحف المستقبل رسالة أمل.. وأداة تغيير.. ومنصة علمية عالمية.. وآلية مؤسسية متكاملة لاستشراف مستقبل أفضل لنا جميعاً".

وأضاف سموه : "متحف المستقبل هو ترجمة للخيال الإنساني.. وتجسيد للإرادة الإماراتية التي تواصل التفوق على نفسها..متحف المستقبل سيكون ملتقىً للعقول والباحثين والعلماء والخبرات والطاقات الفكرية والإبداعية من كل أنحاء العالم".

خارطة طريقة لمستقبل دبي

سوف يقدم متحف المستقبل خارطة طريق واضحة لإمارة دبي ودولة الإمارات، بحيث تستطيع من خلالها استشراف مستقبل كافة القطاعات الحيوية والاستفادة من الفرص المستقبلية اقتصادياً وتنموياً وعلمياً وإنسانياً.

بالإضافة إلى ذلك، سيعمل متحف المستقبل على استقطاب أفضل الأفكار العالمية وتوليد مفاهيم جديدة لدبي، تجعلها متقدمة على غيرها. كما سيكون المتحف العقل المفكر والمنصة المعرفية والعلمية الابتكارية الأوسع والأشمل من نوعها التي تجمع أفضل المواهب والعقول الإبداعية لإثراء الحوار والنقاش وتوليد المقترحات والتصورات لترسيخ التميز في مختلف القطاعات.

حراك معرفي عربي وعالمي.

يسعى متحف المستقبل إلى قيادة الحراك المعرفي في العالم العربي عبر لعب دور حيوي في المنطقة بوصفه أكبر مجمَع للأدمغة العلمية والمعرفية ومركزاً لأحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية المتقدمة.

كما سيعمل المتحف على خلق أرضية تربط المبادرات التنموية والاقتصادية والمجتمعية بأحدث الاكتشافات العلمية والمعرفية والتقنية من منظور مستقبلي استشرافي، وذلك عبر إطلاق واحتضان ورعاية العديد من المشاريع والمبادرات تحت مظلة المتحف بما يسهم في خدمة شعوب ومجتمعات العالم العربي والارتقاء بالمسيرة التطورية في المنطقة.

على صعيد المجتمع العلمي الدولي، سوف يساهم متحف المستقبل في خلق حراك فكري ومعرفي عالمي حول استقصاء واستشراف التغيرات والاتجاهات المستقبلية في شتى المجالات العلمية والاقتصادية والتنموية والإنسانية، علاوة على استغلال الفرص للاستفادة من هذه التغيرات بما يعود بالنفع على البشرية، وتعميق أسس التعاون المعرفي وتيسير قنوات تبادل التجارب والبيانات وتحقيق العدالة في مشاركة النتاج العلمي والمعرفي المستقبلي، بالإضافة إلى الاستثمار في التطور التقني والمعرفي للمساهمة في التصدي للأزمات العالمية الاقتصادية والصحية والإنسانية أولا بأول.

كذلك، سيعمل متحف المستقبل على ربط المفكرين والمتخصصين ومستشرفي المستقبل من مختلف أنحاء العالم عبر عقد ملتقيات ومنتديات دورية، وجلسات بحثية ونقاشات معرفية يستضيفها على مدار العام. كما سيعمل المتحف على نشر المعرفة والأبحاث التي تسلط الضوء على أهم التغير والاكتشافات والتطورات العلمية الجديدة.

وسوف يكون متحف المستقبل بمثابة المجمع المعرفي في دبي، الذي تصب فيه الرؤى والتصورات والتجارب الإنسانية المستقبلية، بحيث يُعاش المستقبل من خلاله قبل حدوثه، بتفاصيله، وبتحدياته. ومنه سوف يتم تصميم مدن المستقبل، والحياة في المستقبل، وكل ما يمس حياة الأفراد والمجتمعات.

أعجوبة معمارية بمواصفات استثنائية.

يشكل متحف المستقبل معجزةً هندسية، تجمع بين أجمل ما ابتكره الفكر الإنساني الخلّاق وأرقى ما توصل اليه الفن المعماري وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الرقمية، بما في ذلك تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

يتألف متحف المستقبل من ثلاثة عناصر رئيسية، هي: التلة التي يرتفع فوقها المبنى، وتصميم المبنى الخارجي، والمحتوى الداخلي للمتحف، ضمن مقاربة مفاهيمية متكاملة، تشكل العناصر الثلاثة في مجموعها القيمة المعمارية والفنية والمعرفية والفلسفية للمبنى الأيقوني.

يبلغ ارتفاع المتحف 77 متراً، من دون أن توجد أي أعمدة أو دعامات ارتكازية في داخله، ما يجعله المبنى الأكثر انسيابية في العالم. ويعتبر المتحف من المشاريع المعمارية الأكثر تعقيداً في العالم، حيث يُصنَّف في خانة "الإعجاز الهندسي"، فقد تم تنفيذه باعتماد نموذج "التصميم البارامتري"، وهو عبارة عن تقنية ثلاثية الأبعاد تعتمد على تصميم تقني متطور يعمل عن طريق إدخال البيانات والمحدِّدات الخاصة بالمبنى المراد تصميمه، بالاعتماد على الأسس الهندسية المعروفة بالخوارزميات، وهي عدد مدروس من الخطوات الرياضية المتسلسلة والمنطقية التي تسمح بمعالجة متغيرات محددة التي تؤدي إلى حل مسائل معينة أو التصدي لأية تعديلات أو تحديات تطرأ أثناء التصميم أو التنفيذ، ضمن مقاربة مفاهيمية في البناء تجمع بين العمارة والنحت والرياضيات. ويشار للتصميم البارامتري، المستخدم على نطاق محدود في العمارة الحديثة كونه يتطلب تقنيات وأدوات معمارية فائقة التطور، بـ"نمذجة التصميم" أو التصميم المعياري، أو التصميم المتغير كونه يتطلب مرونة تقنية فائقة بالاستناد إلى قاعدة بيانات يتم تحديثها طيلة مراحل التصميم والبناء، بحيث يسمح التحكم بالمتغيرات وتطويعها لتغير نتائج المعادلات.

كما تم استخدام النموذج البارامتري لدراسة وتصميم حركة الناس في المبنى، بما يعمل على تحديد آلية تنقلهم بين طوابق وردهات المبنى، وبالتالي تقليل طوابير الانتظار عند التنقل من قسم لآخر.

وتتألف واجهة المتحف من 1024 قطعة خارجية تمتد على مساحة 17,600 متر مربع، وهي مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، وقد تم إنتاج ألواح الواجهة باستخدام أذرع آلية مؤتمتة في سابقة في المنطقة. ويتألف كل لوح من 4 طبقات، واستغرق إنتاج اللوح الواحد 16 خطوة عملية. كما تم تركيب وتثبيت كل لوح على حدة، حيث استمرت فترة تركيب الواجهة الخارجية أكثر من 18 شهراً. كما يشكل تصميم المستقبل نموذجاً للاستدامة في التصميم الإبداعي المستقبلي.

هذا ويعكس متحف المستقبل في أساس تصميمه التقنية الرقمية من خلال الألواح الـ 1024 التي تغطي واجهته، حيث يمثل عدد هذه الألواح وحدة أساسية لنظام التخزين الرقمي للمعلومات في ذاكرة الحواسيب، وهو الكيلوبايت ويساوي 1024 بايت، أو 1024 رمزاً أو حرفاً.

ويرتبط المتحف بجسرين، يمتد الأول إلى أبراج الإمارات بطول 69 متراً، والثاني يربطه بمحطة مترو أبراج الإمارات بطول 212 متراً، وتتم تغذية المتحف بـ 4000 ميجاوات من الكهرباء التي يتم إنتاجها عبر الطاقة الشمسية، من خلال ألواح الطاقة الشمسية المتصلة بالمتحف.

وتتم إضاءة واجهة متحف المستقبل بـ 14 ألف متر من خطوط الإضاءة، مزينة باقتباسات ملهمة مكتوبة باللغة العربية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالخط العربي، ما يجعله المبنى الأوحد في العالم الذي يعتمد "الكاليغرافي" /فن الخط/ على واجهته بالكامل، وقد تم تصميم الكتابة المحفورة على الواجهة الفولاذية باستخدام زجاج متطور تم تصنيعه بتقنيات جديدة خصيصاً لتحسين جودة الإضاءة الداخلية والعزل الحراري الخارجي.

فن وإبداع وإلهام.. وعين على المستقبل.

يعد متحف المستقبل أحد أكثر الأيقونات المعمارية إبداعاً وتفرداً في العالم، من خلال تصميم ملهم، ذي دلالات رمزية وفنية وفلسفية وتاريخية، يجمع بين جمال الشكل وانسيابيته وشعريّته، ليكون قطعة من الخيال.

يبدأ متحف المستقبل من الهيكل الخارجي المصمم على شكل "عين"، في تمثيل للمعرفة التي نعيشها اليوم، وكذلك في إشارة للرؤية المستقبلية، فالمتحف هو العين التي ترى الغد، في حين يشكل الفراغ في قلب العين المجهول الذي لا نعرفه والذي نسعى لاكتشافه، فهو المستقبل الذي سنرسمه ونصنعه باكتشافات البشرية وإنجازاتها.

في سياق متصل، تشكل التلة الخضراء التي يرتفع مبنى متحف المستقبل فوقها رمزاً للاستقرار والثبات والرسوخ، وتجذُّر التجربة الإماراتية الملهمة في الأرض، فأعمدة الغد تقوم على أسس الماضي، والمستقبل لا قيمة له إذا لم ينطلق من التاريخ.

وتشكل الكتابة التي تزيِّن واجهة متحف المستقبل بالكامل الرسائل الرئيسية والرؤية الفكرية بعيدة النظر لهذا الصرح المعرفي، وهي عبارة عن ثلاثة اقتباسات ملهمة من أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هي: "لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين"، و"المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم"، و"سرّ تجدُّد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار"؛ حيث تلخص هذه الاقتباسات فلسفة صاحب السمو وفلسفة متحف المستقبل والدور المتوقع منه في المساهمة في صناعة المستقبل وتصميمه، بما يساهم في إثراء التجربة الإنسانية ودفعها لآفاق جديدة.

ويعكس استخدام الخط العربي في تزيين واجهة متحف المستقبل قيمة جمالية وإبداعية وفنية مهمة، فالخط العربي يمتاز بجمالياته الاستثنائية من خلال حروفه التي تجعله الأكثر انسيابية والأكثر ثراءً جمالياً والأكثر تطويعاً من بين لغات العالم أجمع في تصميم لوحات فنية متميزة.

بالإضافة إلى ذلك، يأتي استخدام الخط العربي في تصميم واجهة متحف المستقبل تجسيداً لرؤية المتحف في المساهمة النوعية والفاعلة في استئناف الحضارة العربية في عصرها الذهبي، يوم أضاءت أنفاق التاريخ المظلمة، عبر تصدير علومها ومعارفها وإنجازاتها للبشرية بلغة الضاد.

وكان الفنان التشكيلي الإماراتي مطر بن لاحج قد صمم مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رسماً وتنفيذاً، مستخدماً في ذلك خط "الثلث الجلي"، كخط يعكس عراقةً وأصالة ورقياً وديمومةً، علما بأن خط الثلث من أكثر خطوط اللغة العربية التي تستخدم في الزخرفة والتشكيل الفني، بسبب معاييره الجمالية التي لا تضاهى.

المتحف الأكثر تجدداً.

ولا يختلف متحف المستقبل عن العديد من متاحف العالم في تصميمه الطليعي، ذي التقنيات المعمارية المستقبلية فحسب، وإنما حتى في مفهومه ومحتواه؛ إذ يمكن وصفه بـ"المتحف الحي"، حيث لا يتوقف عن الإبداع والابتكار، من خلال سعيه الدؤوب والمستمر لاستقصاء واستكشاف أحدث ما يتوصل إليه العقل الإنساني، وآخر الأبحاث حول مستقبل البشرية في كافة القطاعات.

علاوة على ذلك، يمكن وصف متحف المستقبل بأنه "المتحف الأكثر تجدداً" من خلال منتجه العلمي والمعرفي والفكري المتجدد على الدوام، حيث سيتم تعزيز وإغناء محتواه ومعروضاته، أولا بأول، بأحدث الإنجازات التقنية وآخر الاكتشافات العلمية العالمية. وسوف تتم مواكبة الإنجازات والمتغيرات المستقبلية، وتحديث معروضات المتحف بناء على ذلك بصورة دورية للحفاظ على ديناميكيته وحيويته.

 .كما سيشكل المتحف منصة لمستشرفي المستقبل في العالم والنخبة العلمية والمعرفية، ومختبراً يستقبل على مدار العام كل ما له علاقة بأفكار المستقبل وتقنيات المستقبل ومدن المستقبل

المصدر: وكالة أنباء الامارات

أحدث الأخبار السبّاقة