5 وسائل للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي لك ولعائلتك

الأربعاء 08 أيلول 2021

5 وسائل للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي لك ولعائلتك
لا شيء أفضل من الأنشطة العائلية كالرحلات والعطلات والمناسبات الخاصة لقضاء وقت ممتع مع أحبائك وتعزيز روابطكم القوية. لكن هذه الأوقات الرائعة قد تكون لها آثارًا سلبية على صحة الجهاز الهضمي.

كثيرًا ما نفرط في تناول الأطعمة والمشروبات غير الصحية في أوقات العطلات والمناسبات، ويكون على جهازنا الهضمي التعامل مع هذا التغير المفاجئ في عاداتنا الغذائية. لذلك، من الممكن أن تظهر عليك أو على أطفالك أعراض مختلفة مثل الإمساك، والانتفاخ، والمغص، والإسهال، واحتباس السوائل في الجسم.
ومن المهم أن تتذكر دائمًا أن صحة الجهاز الهضمي لا تؤثر فقط على وظائف الهضم والإخراج، بل تؤثر على عافيتك وصحة جسمك بالكامل.
 
يطلق مصطلح الفلورا المعوية على مجموعة الأحياء الدقيقة التي تعيش داخل أمعاء الإنسان للمساعدة في عمليات الهضم، والتي تتكون بناء على البيئة التي يعيش فيها الفرد وأسلوب حياته. لهذا تكون الفلورا المعوية في مراحل الطفولة المبكرة أكثر عرضة للتأثر باختلاف العادات الغذائية والظروف المحيطة. وعند الوصول لسن المدرسة، تكون الفلورا المعوية للطفل قد تكونت بالفعل، وتبقى معه لعقود بعد ذلك، إو حتى لبقية حياته.
لكن لحسن الحظ، هناك  وسائل بسيطة وفعالة لتعزيز صحة الجهاز الهضمي لأطفالك وعائلتك بالكامل. تتنوع هذه الوسائل بين ممارسة التمارين الرياضية، وتنظيم النوم، وإجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي، ودواء البروبيوتيك للرضع. تابع القراءة لتعرف كيف يمكن لجميع أفراد أسرتك الاستمتاع بصحة مثالية للجهاز الهضمي.
 
1.المواظبة على ممارسة الرياضة
الأنشطة البدنية، مثل ممارسة التمارين الرياضية والمشي، تعد من أفضل الوسائل لقضاء الوقت مع أفراد أسرتك والحفاظ على تقاربكم، مع الاستمتاع بلياقة بدنية جيدة في الوقت نفسه. كما تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
من المعروف للجميع أن ممارسة الرياضة بانتظام تقوي عضلة القلب وتحافظ على صحته، لكن الدراسات أظهرت أن الرياضة تساعد أيضًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، مما يساهم بشكل فعال في تجنب الإصابة بالسمنة والحفاظ على وزن صحي.
وهناك علاقة أيضًا بين ممارسة التمارين الرياضية والتمتع بفلورا معوية متنوعة، وفقًا لدراسة تمت عام 2014 للمقارنة بين تنوع الأحياء الدقيقة الموجودة في أمعاء الرياضيين المحترفين مقارنة بمن لا يمارسون الرياضة بانتظام (مع ملاحظة أن اختلاف العادات الغذائية بين المجموعتين قد يكون قد أثر على نتائج الدراسة).
ينصح الخبراء بالحرص على ممارسة التمارين الرياضية (متوسطة الشدة) بإجمالي 150 دقيقة في الأسبوع على الأقل للبالغين، بالإضافة لممارسة تمارين تقوية العضلات مرتين في الأسبوع نفسه.
بالنسبة للأطفال من سن السادسة حتى 17 عامًا، يُنصح بممارسة التمارين الرياضية متوسطة إلى عالية الشدة لمدة ساعة يوميًا. وهذه التمارين تتضمن:
●التمارين الهوائية (أيروبيكس)
●تمارين تقوية العظام (مثل الوثب مع فتح وضم اليدين والساقين) ثلاثة أيام في الأسبوع
●تمارين تقوية العضلات (مثل تسلق الجبال أو تمرين الضغط) ثلاثة أيام في الأسبوع.
 
2. عدم الإكثار من المضادات الحيوية
تناول المضادات الحيوية يكون ضروريًا في بعض حالات العدوى البكتيرية، إلا أن الإكثار من تعاطي المضادات الحيوية يمكن أن تكون له عواقب، ومن ضمنها التأثير على البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء. وتعد مقاومة المضادات الحيوية أحد أهم المشاكل التي يسببها الإفراط في تناول المضادات الحيوية وتثير قلق الأطباء والأفراد حول العالم.
تعمل المضادات الحيوية على قتل البكتيريا (دون تفرقة بين أنواعها)، لذا من الممكن أن تسبب خللًا في توازن الفلورا المعوية لدى الفرد. وتُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين تناولوا المضادات الحيوية يفتقدون لبعض أنواع البكتيريا النافعة حتي بعد مرور ستة  أشهر على انتهاء دورة العلاج.
ومن الممكن أن يتسبب ذلك في عدد من الأمراض والمشاكل الصحية، بما فيها الإسهال المصاحب للمضادات الحيوية. لهذا السبب، تنصح جميع الجهات الصحية كل من الأطباء والمرضى باعتبار المضادات الحيوية خيارًا أخيرًا بعد التفكير بخيارات العلاج البديلة المتاحة.
وفي حالة الاضطرار لتناول المضادات الحيوية، يمكن تجنب أو علاج الإسهال المصاحب للمضادات الحيوية باستخدام ، البروبيوتيك للأطفال والبالغين (سنتطرق لها بالتفصيل فيما يلي).
 
3. تعويض البكتيريا النافعة المفقودة
المعززات الحيوية هي مكملات غذائية تتكون من بكتيريا نافعة مشابهة للبكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في القناة الهضمية.
يساعد تناول المعززات الحيوية في تعزيز صحة الجهاز الهضمي ووظائفه الحيوية، حيث إنها تزيد كمية الأحياء الدقيقة النافعة التي تعيش داخل الأمعاء، وهو الحل المثالي لاختلال توازن الفلورا المعوية بسبب الإجهاد، أو العادات الغذائية الضارة، أو تناول المضادات الحيوية.
وجد المختصين أيضًا إن المعززات الحيوية من الممكن أن تساعد في الحد من الإصابة بالأمراض لدى الأطفال، وخاصة أمراض عدوى الجهاز الهضمي. ومن الفوائد الأخرى للمعززات الحيوية:
 
●زيادة امتصاص العناصر الغذائية
●تقوية المناعة
●المساعدة في هضم اللاكتوز
●يمكن أن تساعد في علاج متلازمة القولون العصبي
وبعيدًا عن المكملات الغذائية، يمكنك لك ولعائلتك التزود بالمعززات الحيوية من الأطعمة المختمرة مثل الزبادي، والكفير، ومخلل الملفوف، والميسو، والكيمتشي (إلا أن الثلاث أطعمة الأخيرة أنسب للكبار).
 
4.  التأني في تناول الطعام.
الجلوس لتناول الطعام من أجمل الأوقات لتجمع العائلة. وإلى جانب كونه وقتًا مثاليًا للمشاركة وتجاذب أطراف الحديث، فهو فرصة مثالية أيضًا لتناول طعام صحي. لذلك، يجب أن تهتم بأن يقضي جميع أفراد العائلة الوقت الكافي لتناول الطعام بتأن.
كثيرًا ما يسرع أفراد الأسرة بالالتهام الطعام ويتعجلوا للانتهاء سريعًا والعودة إلى مهامهم اليومية، وهو ما يمكن أن يسبب عسر الهضم وغيرها من المشاكل المتعلقة بالجهاز الهضمي.
من الضروري أن تحرص على تجنب ذلك وأن تجلس مع أفراد عائلتك لتناول الطعام بترو ومضغه جيدًا قبل البلع. حاول مقاومة رغبتك في التهام الطعام سريعًا لكي تسمح لجسدك بالانتقال بسلاسة من حالة الجوع إلى الشبع دون أي مشاكل.
 
5.الحصول على قدر كاف ومريح من النوم.
الجميع يعرفون أن النوم يمكن أن يؤثر على عافيتك بشكل عام. لكن هل تعرف أنه يؤثر أيضًا على صحة جهازك الهضمي؟
النوم وصحة الجهاز الهضمي يؤثر كل منهما على الآخر. فإذا كنت تعاني من مشاكل في الهضم، لن تتمكن من الاستمتاع بنوم مريح وهادئ، وإذا لم تحصل على قدر كاف من النوم، فإنه من الممكن أن تعاني من مشاكل في جهازك الهضمي.
بناء على دراسة نُشرت عام عام 2014، وجد العلماء أن عدم انتظام النوم لدى الحيوانات يمكن أن يتسبب في اختلال توازن الفلورا المعوية، ويؤدي إلى مشاكل صحية بالجهاز الهضمي.
لكن ما هو القدر من النوم الذي يمكن اعتباره كافيًا؟
بالنسبة للكبار، الحصول على 7 ساعات من النوم المتواصل كل ليلة يعد أمرًا ضروريًا.
أما بالنسبة للأطفال، فإننا نعرض بالأدنى دليلًا لعدد ساعات النوم اللازمة للطفل في كل مرحلة عمريه:
 
الأطفال أقل من سنة
الأطفال حديثي الولادة والرضع يحتاجون 15 إلى 18 عشر ساعة من النوم يوميًا. وعادة ما تكون هذه الساعات مقسمة إلى فترات نوم قصيرة على مدار اليوم تتراوح كل منها بين ساعتين إلى أربعة ساعات.
ملاحظة هامة: الأطفال المولودون مبكرًا عادة ما ينامون عدد ساعات أقل من الطبيعي، بينما الرضع الذين يعانون من المغص ينامون أكثر من المعتاد.
الأطفال حديثي الولادة يحتاجون لثلاث قيلولات يوميًا حتى يصلوا لسن ستة أشهر. بعد ذلك، يمكن أن يكتفي الطفل بقيلولتين فقط، مما يسمح له بالنوم لعدد ساعات أطول في الليل إلى أن يصبح للطفل مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ.
 
من سنة إلي 3 سنوات
بعد أن يكمل طفلك عامه الأول، ستلاحظين تدريجيًا في الفترة بين 18 و21 شهرًا أنه لم يعد يغفو في الصباح أو ساعات المساء الأولى.  في هذه المرحلة، يحتاج الطفل 14 ساعة من النوم يوميًا، إلا أن معظم الأطفال بهذا السن ينامون 10 ساعات فقط.
 
3 إلى 12 عامًا
الأطفال في هذه المرحلة عادة ما يخلدون للنوم في حوالي السابعة إلى التاسعة مساء ويستيقظون بين الساعة السادسة والثامنة صباحًا. معظم الأطفال بسن ثلاثة أعوام يحتاجون لغفوة في منتصف اليوم، وتختفي هذه الحاجة بعد إن يصل الأطفال لسن الخامسة تقريبًا.
في المرحلة بين 7 و12 عامًا، يتأخر ميعاد النوم تدريجيًا بسبب الأنشطة العائلية والاجتماعية ومواعيد المدرسة. معظم الأطفال بسن 12 عامًا يخلدون للنوم في حوالي الساعة 9 مساء، إلا أن ميعاد النوم يمكن أن يتراوح بين 7:30 و10 مساءً.
بشكل عام، يحتاج الأطفال ما قبل سن المراهقة لحوالي 9 إلى 12 ساعة من النوم يوميًا، والمتوسط بالنسبة لمعظم الأطفال في هذا السن هو 9 ساعات.
 
12 إلى 18 عامًا
بعد وصول طفلك لسن المراهقة، قد تقل ساعات نومه نظرًا للعوامل البيئية وتغير نمط حياته. إلا أن الخبراء يقولون إن المراهقين ربما يحتاجون لعدد ساعات أكبر من سنين طفولتهم السابقة.
وفي جميع الأحوال، من الضروري أن تحرص على أن يستمتع طفلك في هذه المرحلة بثمان إلى تسع ساعات من النوم المتواصل كل ليلة.
 
لا شيء أهم من صحة عائلتك
التأكد من سلامة وعافية كل من أفراد أسرتك يبدأ من الصحة الجيدة للجهاز الهضمي. اتبع النصائح المذكورة أعلاه لتنعموا جميعًا بأجسام قوية وحياة سعيدة.