سيرة مهنية باولو وتيزيانا تيرينزي

يُمثّل باولو مع شقيقته تيزيانا أبناء الجيل الثالث من صنّاع العطور في عائلة تيرينزي الإيطالية، حيث كان جدّهم شغوفاً بعالم الموسيقى والعطور. ويأتي ارتباط باولو بالقطاع كنتيجة طبيعية لتاريخ العائلة المتجذّر في فنون صناعة العطور، وقد أظهر منذ الصغر حبّاً كبيراً للمكونات الفريدة التي استعملها والده في مخبره الخاص، ما قاده إلى ابتكار أول عطر له في سن المراهقة. وتعاون باولو مع تيزيانا لتأسيس علامة تجارية جسّدت أرقى مفردات التميّز والمواءمة من حيث الرائحة وتصميم العبوة الخارجية.

كما نجح باولو في ترسيخ مكانته كصانع عطور استثنائية تعبّر عن شخصية مرتديها. وتمثّلت رؤيته في ابتكار روائح حسية ملهمة بدلاً من إنتاج عطور بكميات كبيرة، حيث ركّز على إبداع تركيبات عطرية مذهلة بدون الاعتماد على الاسم التجاري لعلامته فقط. وتكلّل التزامه بمعايير الجودة والأصالة في وصوله إلى قائمة المرشحين النهائية لجائزة هيئة العطور الدولية التي تضاهي جوائز الأوسكار في عالم السينما.

ومن ناحيتها، استفادت تيزيانا من خبرتها كمعلمة للفنون التطبيقية والتصميم ومقاربتها العصرية وشغفها بالأناقة في ابتكار زجاجات عطور مميزة، فهي تتعامل مع كل قطعة على أنها تحفةً فنيةً خاصة، حيث تزهو العبوات التي تصنعها بتفاصيل رائعة من الذهب عيار 24 قيراطاً، مع زجاج إيطالي مشغول بتقنية يدوية ومساحات من الجلد الموشّح بنقشات خشبية تم ابتكارها في إيطاليا. ويأتي تميّز العلامة عن غيرها كنتيجة لمقاربة تيزيانا الإبداعية في صناعة العبوات، إضافة إلى شغف شقيقها في استكشاف توليفات عطرية متناغمة. ويتجسّد التعبير الأمثل عن قدرة تيزيانا في تحويل هذه العطور إلى صورة مرئية ساحرة في عطر كيمايرا - من مجموعة العلامة الخاصة بالذكرى السنوية لتأسيسها- وقد حصد تصميمها جائزة مجلة روب ريبورت.

كما تلعب الطبيعة دوراً بارزاً في ابتكارات باولو العطرية، حيث يعتمد على عناصر الطبيعة والمواد الخام لتركيب توليفات متناغمة بأسلوب دقيق للغاية؛ فهو يختار مكوناته بعناية فائقة من مختلف الدول التي يسافر إليها من أجل الحصول على الصياغة المثالية، ويستعين بمجموعة كبيرة من النفحات العطرية الثمينة تتراوح بين 200 و300 مركبّاً، ليقوم بصياغتها بأسلوب يعبّر عن جوهر العلامة التي يسعى إلى ترسيخ حضورها والارتقاء بها.