الأغنية المصوّرة "تعا" للمغنية ميسا قرعة تحقق رقما قاسيا

الأحد 11 تشرين أول 2020

الأغنية المصوّرة

  . حققت الأغنية المصوّرة " تعا" للفنانة اللبنانية الأميركية ميسا قرعة متابعة بالآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي

وسجلّت رقما قياسيا فور نشرها.

الأغنية من كلمات الشاعر هنري زغيب، وألحان ميسا التي درست  موسيقى الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية والأوبرا والموسيقى الحديثة إضافة الى معرفتها أسرار العزف على البيانو وتعمقها في الأداء الصوتي.

هذه العلوم التي اكتسبتها أضفتها على كلمات الشاعر هنري زغيب، فجاء اللحن متوافقا مع احتفالية النص الشعري، في اللحظة الوطنية المُنكسرة التي تحتاج الى استنهاض.

ومع أنّ مشروع الأغنية سابق، الا أنّ المغنية والموسيقية ميسا أطلقته من مقر إقامتها في لوس انجلوس، تزامنا مع نكبة بيروت.

الأغنية الأوبرالية الاتجاه، لم تسقط في الاغتراب، بل استخرج إيقاعها سحرا من الشرق، وجوا لبنانيا في اجتماعات الفرح على وهج النغمة الفولكلورية، رفع صوت المغنية ميسا هذه الفضاءات الموسيقية  المتنوعة الى مستوى احترافي في الغناء الواضح صوتا وإلقاء وتعبيرا صادقا لا يبالغ.

ومع شفافية الصوت ونقائه، تسللت ميسا الى الفيديو كليب المشوّق، ببساطة، مرّت في البيت العتيق وكأنّها فعلا، تنتقل من غرفة الى أخرى، لكن في بياض المشهد المعبّر .

بالتأكيد، تفاعلت المغنية ميسا مع نكبة بيروت، فسحبت من درجها كلمات الأغنية التي جاءت وكأنّها كُتبت في لحظة الوجع الوطني العام، لكنّ الشاعر أخرجها أصلا الى المدى الأوسع ما جعلها وكأنّها كُتبت لكل مكان لبناني ولكل زمان.

يتقاطع الصوت والكلمة والموسيقى  والصورة الفيلمية في  رباعية متكاملة ومنسّقة، يجذب انتقال الكاميرا في البيوت العتيقة، في بيروت العريقة، تجمع صورا تتجانس في زاوية حميمة تقع  بين البيت اللبناني العامر، الأنيق، الدافئ، وبين هذا البيت المنكوب في  أدراجه وجدرانه وقناطره وشبابيكه وسقفه العالي....

تتداخل الصور على الحيطان بين إبهار اخراجي، وبين واقع البيوت اللبنانية التي تختزن صور الأحبة على جدران الدار.

رمزية الصورة المعلّقة على الجدار تمادت في إبرازها الأغنية المصورة في اطار لحن يتخطى الحنين الى ما يُشبه الابتهال، وتتدفق كلمات الأغنية في الدعوة الى التشابك في الوطن الجامع.

تكسر الأغنية نمطية تمجيد الاغتراب والدعوة للعودة الى الوطن، لتطرح "الوطن" كهوية إنسانية تجمع...

في الأغنية المصوّرة "تعا"، تنجح ميسا، صوتا، ولحنا...

 تقدّم رسالة، باللحن والكلمة والصورة، الى أنّه في لحظة الدمار لا بدّ للذاكرة أن تتخطى...

المصدر: ليبانون تابلويد