ماذا لوكان كورونا فرصة جيدة للاقتصاد العالمي؟

الأحد 01 آذار 2020

ماذا لوكان كورونا فرصة جيدة للاقتصاد العالمي؟

 صناعات السيارات والرفاه والسياحة قلقة للغاية. أسواق الأسهم انخفضت. كل ذلك بسبب فيروس كورونا.

وبالرغم من كل هذا القلق يمكن للمرء أن يتساءل أيضا ما إذا كان فيروس كورونا لا يشكل حالة سارة للاقتصاد الذي انقلب رأسا على عقب؟!

ضرر المركزية الانتاجية

في التحليل الأول،أو من النظرة الأولى، نستنج أنّ كورونا دفع الاقتصاد العالمي الى الأسوأ خصوصا في الصين وإيطاليا...

مثلا، تمثل لومباردي بما فيها ميلانو وبحيرة كومو ٣٠٪من الثروة الوطنية الإيطالية وهي تأثرت من انعكاسات الفيروس سلبا، خصوصا في قطاعي الصناعة والسياحة.

بشكل أوسع، فإنّ الصين مصابة بنكسة كبيرة نتيجة انتشار الفيروس فيها، والضرر على أرضها ومجتمعها، تدحرج ليطال العالم بأسره، فدولة الصين تمثل وحدها ثلث النمو العالمي ،هي مصنع العالم، لذلك فإنّ تعرضها للنكبة الفيروسية ،عمّم القلق على كل القطاعات الإنتاجية في العالم.

في صناعة الأدوية: لا يزال، وفقًا لبرونو لو ماير ، 80٪ من المكونات الفعالة في الأدوية تأتي من الصين.

 في صناعة السيارات: جنرال موتورز ، بي إم دبليو ، تويوتا ، PSA ، إلخ ، الكل يصنع جزئيا في الصين.

في صناعة النسيج: 40٪ من الإنتاج العالمي يُغرل في الصين.

في صناعة الالكترونيات:يكفي الإشارة الى أنّ أبل تأخرت عن تلبية طلبات زبائنها وفقدت السيطرة على تحديد مواعيدها في الإنتاج أقله في شقه الصيني.

وتطول قائمة الأضرار على قطاعات المنتجات الفاخرة، والخدمات المصرفية، والسياحة، والنقل الجوي...

صندوق النقد الدولي استخلص من تضرر الصين والبؤر الإنتاجية المركزية، أنّ الانتعاش العالمي مهدد بفيروس كورونا الذي وجه ضربة الى "العولمة".

كورونا في وجهه الايجابي

في المقابل دعا اقتصاديون الى ضرورة تحويل "فاجعة كورونا" الى فرصة ايجابية للاقتصاد العالمي، كيف؟

أطلق كورونا جرس انذار وتحذير من نقاط الضعف في الاقتصاد العالمي المتمثل باحتكار الإنتاج في أماكن محددة كالصين في وقت فرضت التطورات الأخيرة ضرورة إعادة توزيع الإنتاج بشكل عقلاني، بين الدول والمناطق.

فماذا يعني الارتفاع المفرط والمصطنع في البورصات العالمية؟ هل هذا مؤشر جيد؟

كورونا كشف "هزالة البناء" في سوق الأسهم في السنوات السبع الماضية، لذلك فإنّ هذا السوق يتساقط اليوم.

ماذا يعني تصنيع السيارة في أكثر من دولة، أحيانا في ثلاثين دولة مختلفة، هل هذا دليل عافية اقتصادية في اعتماد فائض التصنيع الموّزع في العالم، وفي توسيع المسافة بين مكان انتاج السيارة وبين مكان بيعها؟

في هذا الاطار،فرض كورونا على التفكير الاستراتيجي تقليص المسافة بين مصنع الإنتاج وسوق البيع، وهذا يتطلب تغييرا في سلوك الاستهلاك لمكافحة تباطؤ النمو الذي فرضه كورونا.

ولعل كورونا أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب صدقية في "خطابه الحمائي"، ويتوقع اقتصاديون أن يسرّع كورونا خطط ترامب في تغيير قواعد اللعبة الاقتصادية ليس فقط في الولايات المتحدة الأميركية انما أيضا في دول صناعية متعددة.

ويرحب نشطاء في البيئة بتقريب المسافة بين مصنع الإنتاج وسوق الاستهلاك لأنّ هذا الأمر يحدّ من الانبعاثات الملوّثة بتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بنقل البضائع، ويحيي الإنتاج المحلي، فيتطور.