هل تحاصر فصول الدفء فيروس كورونا؟

السبت 22 شباط 2020

هل تحاصر فصول الدفء فيروس كورونا؟

يتساءل العلماء ما اذا كان الطقس الأكثر دفئا يبطئ من انتشار وباء فيروس كورونا.

والسؤال المطروح، هل يمكن وصف فيروس كورونا "بالموسمي"؟

هذا ما يأمله بعض خبراء الأمراض المعدية. لكن لا يمكنهم الجزم بشكل قاطع بعد لأن وجود الفيروس لم يكن لفترة كافية تسمح للعلماء بجمع الأدلة التي يحتاجونها لتحديده علميا.

وقال بول هانتر، خبير الأمراض المعدية في جامعة إيست أنجليا البريطانية :"كل ما لدينا لدراسته هو أوجه التشابه مع الأمراض الأخرى التي تنتشر على نحو مماثل".

وما يعرفه الخبراء هو أن أمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا والسعال ونزلات البرد العادية يمكن أن تكون لها خصائص تتأثر بتغير المواسم، مما يساعد على توقع واحتواء حالات تفشيها.

 ومن المعروف أيضا أن هناك ظروفا بيئية معينة يمكن أن تعزز انتقال الفيروس، فالطقس البارد والرطوبة والطريقة التي يتصرف بها الناس خلال الشتاء كلها من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مسار وباء ما.

الربيع المنتظر

هل سيساعد حلول فصل الربيع في السيطرة على انتشار فيروس كورونا؟

يقول كلارك "من الممكن تماما أن نشهد فترة هدوء في فصل الربيع. ومن غير المرجح أن تزداد الأمور سوءا (خلال الربيع)، لكننا لا نعرف ما سيجري بالتأكيد...إنه مجرد تكهن بحكم الممارسة".

واتفق هانتر مع هذه الرؤية قائلا إنه يعتقد أن من المحتمل "أن يتراجع ​​المرض بشكل كبير خلال أشهر الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية".

وأضاف "أما عودته مرة أخرى فإنها مسألة جدلية. لن أتفاجأ إذا تلاشى المرض إلى حد كبير في الصيف قبل أن يعاود الظهور مرة أخرى في فصل الشتاء".

فصل الشتاء وانتشار أمراض الجهاز التنفسي

يقول سايمون كلارك خبير علم الأحياء الدقيقة الخلوي في جامعة ريدنج البريطانية "السبب وراء الافتراض أن الطقس البارد يسبب انتشار السعال ونزلات البرد والإنفلونزا هو أن الهواء البارد يسبب تهيجا في الممرات الأنفية والمسالك الهوائية، مما يجعلنا أكثر عرضة للعدوى الفيروسية"

كما يتسبب الطقس الشتوي عادة في جعل الناس يقضون وقتا أطول في منازلهم والتجمع سويا، وهو ما يزيد من خطر انتقال العدوى.

وتنتشر العديد من أمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك فيروس كورونا، من خلال قطرات صغيرة تنطلق عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. ووفقا لخبراء الأمراض، عندما يكون الجو باردا وجافا، من المرجح أن تطفو تلك القطيرات في الهواء لفترة أطول، مما يساعدها على التنقل إلى مسافات أبعد ونقل العدوى إلى المزيد من الأشخاص.