محمد بن راشد في موقع جميرا الأثري

الجمعة 10 كانون ثاني 2020

محمد بن راشد في موقع جميرا الأثري

تفقد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي موقع جميرا الأثري.

  اكتشف هذا الموقع في العام 1969 حين بدأت بلدية دبي بالتنقيب عن كنوز هذا الموقع الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي أي في الحقبة العباسية حيث كان يشكل محطة توقف واستراحة للقوافل التجارية العابرة بين العراق وسلطنة عمان ومنها إلى الهند وجمهورية الصين.

وأبدى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إعجابه واعتزازه بتاريخ وحضارة الامارات، والموقع الإستراتيجي الذي تحتله عموما، ومدينة دبي على وجه الخصوص على خارطة العالم، قديما وحديثا.

الجولة المثمرة

 توقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مستهل زيارته للموقع في مبنى الزوار "المتحف " الذي يضم بين جنباته صورا ومنحوتات وفخاريات وعملات معدنية تم اكتشافها في الموقع. وتعرف سموه ومرافقوه من مهرا سيف المنصوري منقبة الآثار في بلدية دبي على تاريخ كل قطعة آثار تم العثور عليها وأهميتها من حيث التعريف بتاريخ الموقع وأسراره ومكنوناته وأهمية المنطقة بالنسبة للقوافل التجارية في ذلك العصر.

وقام سموه بجولة ميدانية في أرجاء الموقع الذي تصل مساحته إلى نحو ثمانين ألف متر مربع، وشاهد أطلال المباني التي كانت تستخدم كمساكن واستراحات وعددها ثمانية مبان معظمها - باستثناء مبنى المسجد - منتظمة في شكلها الهندسي، الملحق بها غرف صغيرة مستطيلة الشكل، وفناء مفتوح يحوي تنورا عائليا، ومركزا للأنشطة كالخبز والطحن والطهي، والمباني كلها مشيدة بالأحجار الرملية ومثبتة بالجبص ومطلية بالجبص أيضا من الداخل والخارج.

المسجد التاريخي

يختلف مبنى المسجد في تصميمه، عن بقية مباني الموقع، فهو عبارة عن مبنى على شكل مربع مساحته 49 مترا مربعا، وفيه محراب في جدار القبلة " تجاه الكعبة المشرفة "، بالإضافة إلى نقوش جدارية تشير إلى سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، وتؤكد أنه المسجد الرئيسي الكبير في المنطقة وكان جامعا للمصلين منذ ألف عام.

الأطلال الباقية

تضم المباني الأثرية، واحدا للسكن ومساحته 480 مترا مربعا، وهوعلى شكل مستطيل، بني على مرحلتين، ومزين ببرجين دائريين.

والمبنى الثاني "السوق" الذي لعب آنذاك دورا رئيسيا في المجتمع وتشهد بقايا مبناه على تطور مدينة دبي ودورها كمركز تجاري في المنطقة ويتميز التصميم الداخلي للسوق بوجود ممشى يفصل بين المبنيين الرئيسيين وكل مبنى يتألف من متاجر صغيرة وفيه غرفة للتخزين.

أما المبنى الثالث فهو عبارة عن منزل نموذجي وشيد على مساحة من الأرض تقدر بـ 103 أمتار ويتكون من خمس غرف وفناء مكشوف وفيه ثلاثة أفران للخبز والطهي وزوايا المنزل مدعومة بأبراج دائرية صغيرة بتصميم معروف لتلك الحقبة الزمنية.

والمبنى الرابع فهو منزل سكني تصل مساحته إلى 120 مترا مربعا، ويضم خمس غرف، وفناء خارجيا متعدد الأغراض، وتنورا وله ثلاثة مداخل، ومشيد على أساسات مبنية من أحجار مختلفة، وتم بناؤه على مرحلتين.

ومن المباني الثمانية مبنى " الخان " وهو من أكبر وأجمل المباني في الموقع ويمتد على مساحة تقدر بكيلو متر مربع ويعكس التصميم التقليدي لعمارة العصر العباسي ويعتبر ملتقى للتجار والمسافرين للراحة والاسترخاء من عناء السفر وللمبنى فناء مركزي مفتوح ومحاط بغرف سكنية وله مدخلان رئيسيان على الجانبين الشرقي والغربي.

وهناك أيضا مبنى كبير للسكن ويعتبر أجمل مبنى سكني مشيد على الطراز الإسلامي مثل الأقواس والأعمدة والواجهات الجبصية ذات الزخارف الهندسية، ويتكون المنزل من مبنيين منفصلين يصل بينهما فناء مفتوح ولكل مبنى مدخل منفصل.

والمبنى السكني الثامن مستطيل الشكل ويبلغ طوله ما يزيد عن تسعة أمتار وعرضه حوالي تسعة أمتار ويتكون من ست غرف وله أربعة مداخل.