خارطة طريق لثورة خضراء عالمية تعزز الاستدامة البيئية

الأربعاء 13 شباط 2019

خارطة طريق لثورة خضراء عالمية تعزز الاستدامة البيئية

على مدن العالم أن تعمل معاً لوضع خارطة طريق نحو ثورة عالمية في الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة تعتمد التكنولوجيا والابتكار والحلول البيئية والاجتماعية المستدامة التي تقود العالم نحو مستقبل أفضل للبشرية جمعاء، هذه أبرز التوصيات لجلسة المجتمعات الحضرية في القرن الـ 21 التي عقدت ضمن منصة القمة العامية للحكومات.

وتناولت الجلسة التي أدارها أحمد بن شبيب وراشد بن شبيب، من جامعة أكسفورد، مجموعة من العناوين منها "كيف تستطيع المدن صياغة مستقبل العالم"، التي قدمها روبيرت موغاه، الخبير الحضري والشريك المؤسس ومدير الأبحاث في معهد ايجارابيه، و "تصميم مدينة عالمية لمواطنين عالميين" قدمتها ساسكيا ساسين عالمة الاجتماع المتخصصة في العولمة والهجرة العالمية، و"مدن للمستقبل: استدامة بيئية وتماسك مجتمعي" شارك فيها كل من جيرارد كولمب، عمدة مدينة ليون الفرنسية وإلورا هاردي، مؤسس شركة Ibuku، وبريم راماسوامي، رئيس المنتجات في Sidewalk Labs.

ثورة عالمية في الاقتصاد الأخضر

 


 

وسلط روبيرت موغاه في كلمته الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه مدن العالم من حروب ونزاعات مع تواصل استهداف المدن وارتفاع أعداد اللاجئين والذين بلغ عددهم حالياً نحو 68 مليون لاجئ عالمي و36 مليون نازح داخل بلدانهم، مشيراً إلى الأخطار المحدقة التي تواجهها مدن العالم نتيجة التغير المناخي الذي يهدد أكثر من ثلثي المدن العالمية.

وأضاف أن مدن كبرى مثل شنغهاي قد تواجه خطر الغرق في حال ارتفعت درجات الحرارة بمعدل درجتين مئويتين، مشيراً إلى أن ارتفاع دراجات الحرارة على مستوى العالم قد يتسبب في غرق 40% من سواحل العالم قبل نهاية القرن الـ 21.

كما بين موغاه أن أكثر من 7 ملايين إنسان يواجهون الموت سنوياً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات وتلوث المدن، ما يؤثر على زيادة نسب الأمراض خاصة أمراض الجهاز التنفسي، إلى جانب مشكلات التصحر وفقدان الغطاء الأخضر نتيجة تراجع معدلات الأمطار والمياه الجوفية في عدد من مناطق العالم مثل منطقة الأمازون.

وأشار إلى بدء تحرك المدن العالمية والعمل على مبادرات وبرامج لخارطة طريق مستقبلية تقود ثورة عالمية في الاقتصاد الأخضر وإعادة البناء واستخدام الطاقة المتجددة وتطوير أساليب حياة جديدة والاستفادة من الثورة التكنولوجية في القطاعات الهامة مثل النقل والمواصلات بما يسهم في تقليص الانبعاثات الضارة في بالبيئة وهو ما يجعل الأمور أكثر إيجابية.

كما سلط الضوء على تجربة سنغافورة في تعميم استخدام الالواح الشمسية وتدوير مياه الأمطار، وناشد مدن العالم للعمل معاً للاستفادة من التجارب الناجحة، واعتماد مقاربة أكثر شمولية للتعامل مع التحديات العالمية في مختلف المجالات.

البناء على نقاط قوة المدن

 


 

وسلطت ساسكيا ساسين في جلسة "تصميم مدن عالمية لمواطنين عالميين" الضوء على مصطلح المدن العالمية، وأنها المواقع الاستراتيجية التي تتشابك وتتلاقى فيها معلومات ومعارف جزئية ومتخصصة وتوفر بيئة ممكنة.

وشددت على ضرورة تعاون مدن العالم والاستفادة من الظروف والأوضاع الخاصة المميزة لكل مدينة دون الحاجة للدخول في تنافس، مشيرة إلى أن مدن عالمية كبرى مثل نيويورك وشيكاغو لا تتنافسان بل تعملان في نطاق ودوائر تسهم في تطورهما ودعم نهضتهما، وهو ما تحتاجه المدن بالإضافة إلى التعرف على نقاط قوتها الخاصة وتوظيفها لصالح المدن.

وأشارت إلى ضرورة التعاون الوثيق بين الحكومات والشركات والأطراف المعنية لوضع تصورات متطورة لمدن عالمية تلبي متطلبات مواطني المستقبل، وطالبت بضرورة توفير بنى تحتية رقمية متطورة والاستفادة من التقنيات الحديثة في التخطيط الحضري للمدن.

الاستفادة من الابتكار التكنولوجي

 واستعرض عمدة مدينة ليون الفرنسية، جيرارد كولمب، تجربته في إعادة هيكلة المدينة لتكون أكثر استدامة وسعادة للسكان، مشيراً إلى أن دبي تتحول إلى واحدة من أهم تلك المراكز والمدن العالمية لحرصها على أن تكون في منتصف الحراك العالمي.

وأشار إلى تجربة طيران الامارات الناجحة في ربط العالم، وقدرة دبي على الأخذ بزمام مسيرة الحراك العالمي والاستفادة من الابتكار التكنولوجي.

كما أشار إلى النجاح الكبير الذي حققته مدينة ليون الفرنسية في خطة إعادة التأهيل التي خضعت لها المدينة وارتكزت على إعادة تأهيل الأحياء الصناعية بعيدا عن قلب المدينة، والاستفادة من تقنيات الهندسة المعاصرة في عملية إعادة التأهيل خاصة فيما يتعلق بتطوير الأحياء السكنية لتكون أقل استهلاكا للطاقة بنسبة 25% عبر استخدام تقنيات الطاقة المتجددة الإيجابية التي يتم تركيبها على واجهات المنازل باستخدام الألواح الشمسية، فضلا عن تطوير نظام نقل عام مستدام يعتمد السيارات والحافلات الكهربائية.

تعزيز الاستدامة المجتمعية وترسيخ النسيج الاجتماعي

 


 

كما شدد إلورا هاردي، وبريم راماسوامي خلال جلسة مدن للمستقبل: استدامة بيئية وتماسك مجتمعي على ضرورة تركيز جهود ومبادرات الاستدامة البيئية على تعزيز الاستدامة المجتمعية وترسيخ النسيج الاجتماعي لقاطني المدن، من خلال اعتماد تصميمات حضرية تركز على تحسين تجربة السكان وتطوير الخطط والحلول التصميمية التي تستفيد من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والاستعانة بخبرات خبراء التكنولوجيا وواضعي السياسات لتعزيز جهود استدامة البيئة والتماسك المجتمعي.

وأشاروا إلورا إلى تجربة المدرسة الخضراء في مدينة بالي الإندونيسية، التي تقوم على مفهوم فريد يرتكز على الدمج ما بين التقنيات المتطورة والحرف اليدوية التقليدية بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية للطلاب مع البيئة.