صناعة القرار.. فن وعلم

الثلاثاء 12 شباط 2019

صناعة القرار.. فن وعلم

تتبارى جامعات العالم على تدريس فنون القرار وعمليات اتخاذه، وتنعقد الكثير من المؤتمرات والورش من أجل صناعة قادة يمتلكون القدرة على اتخاذ القرار، والواقع يقول إن اتخاذ القرار يبقى فناً وعلماً يستطيع الشخص من خلاله إصدار الأحكام الصحيحة التي تساهم في تسديد قراره.

وأكد دانيال كانيمان، أستاذ الاقتصاد في جامعة برينستون والحائز على جائزة نوبل للاقتصاد خلال مشاركته في جلسة "صناعة القرار.. فن وعلم" ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات، أن الشخصيات القادرة على اتخاذ القرار تستند إلى المعلومات والبيانات الصحيحة، فيما تتضح قدرتها الشخصية في قراءة المشهد وبلورة القرار وفقاً لذهنية وشخصية مختلفة، لكنها في كل الأحوال تبقى مستفيدة من البيانات التي بين يديها.

التميز في صنع القرار


وأشار إلى أن تأثر القرارات التي يتخذها صانع القرار، بالاقتصار على السمات الشخصية فقط أمر غير حيوي رغم وجود قيادات في العالم تترك أثراً كبيراً على القرارات كون شخصياتها مختلفة وفريدة، إلا أن اتخاذ القرار في نهاية المطاف لا يجب أن يخضع للشخصية فقط.

وقال "إن الحكم على المشاكل وتقييمها من أجل إصدار الاحكام يستدعي إدارة التحديات بطريقة تعتمد على العلم، وقواعد الإدارة والتحليل، واستناداً إلى الحدس الذي تغذيه الخبرة، بينما يرتبط هنا الفن بقدرة متخذ القرار على استبصار المشكلة على حقيقتها، ووضع الحلول لها وإصدار قرارات مفيدة".

تحديات متعددة


وأشار دانيال كانيمان إلى وجود عدة مشاكل تواجه متخذ القرار ترتبط بتنوع البيانات وتناقضها وانعدام الدقة فيها أو افتقادها أحياناً لقراءات محددة، لا سيما مع وجود التشكيك في كثير من البيانات المتوفرة، ولابد من تدريب التفكير على طريقة محددة، لمعرفة البيانات الواجب توظيفها أو نبذها، عند اتخاذ القرارات.

وأضاف دانيال كانيمان أن الضوضاء هي أخطر ما تواجهه المؤسسات في منظومة اتخاذ القرارات سواء قبله أو بعده وهي قد تكون سمة لقوانين كثيرة تؤدي إلى عرقلة اتخاذ القرار، وتحويله من فن إلى حالة من الفوضى.

كما حذر من التناقض الذي يولده فهم القيادات لعملية السرعة في اتخاذ القرا، أو حتى البطء به، مشيراً إلى أن البطء في حالات كثيرة يعتبر من الأمور السلبية ويؤشر على غياب الفن عن اتخاذ القرار، رغم أنه في بعض الأحيان قد يكون بفائدة ومطلوب وفقاً لنموذج الحالة.