ناسا في محاولة لتبريد بركان قد ينفجر!

الخميس 24 كانون ثاني 2019 من قبل : شادي ملّاك

ناسا في محاولة لتبريد بركان قد ينفجر!

يوجد بركانٌ أسفل حديقة يلوستون الوطنية.

 إنّه بعمق مئات الأمتار، أكبر من ولاية رود آيلاند وقادرٌ على ثورانٍ عنيفٍ أكثر من أيّ شيءٍ شهدناه على الإطلاق. هذا هو supervolcano. إنّه واحدٌ من ثلاثة في الولايات المتّحدة ويعتبر أكبر تهديدٍ للبراكين في البلاد.

الآثار


إذا اندلع بركان يلوستون، فسيكون كارثيًّا. كان الثّوران يطلق النار على برجٍ من الرّماد في الهواء، أطول من جبل إيفرست، ويغطّي المدن المجاورة على مسافةٍ تزيد عن مترٍ واحدٍ من الرّماد ويخلق غيومًا ضخمةً من شأنها حجب الشّمس لعقود. في نهاية المطاف، ستنخفض درجات الحرارة العالميّة، وتموت النباتات، وستتلف الزّراعة. في الواقع، تقدّر الأمم المتّحدة أنّ العالم بأسره سوف ينفد من الغذاء في أكثر من شهرين بقليل.

في التاريخ


الآن، يلوستون لديه تاريخٌت من الثورا. لقد اندلع ثلاث مراتٍ في الماضي في 2.1 مليون سنة. هذا تقريبًا مرّةً واحدةً كلّ 600،000 سنة. وآخر مرّة اندلعت؟ منذ حوالي 600،000 سنة لكن على الرّغم من ذلك، فإنّ يلوستون لن ينفجر غدًا أو حتّى بعد ألف سنةٍ من الآن. في الواقع، يقدّر العلماء أنّ هناك فائضًا آخر قد لا يحدث لعدّة ملايين سنةٍ أخرى أو نحو ذلك. أو مع بعض الإبداع العلميّ، يمكننا أن نجعله لا ينفجر مرّةً أخرى.

الفكرة


كانت تلك الفكرة وراء تجربةٍ فكريّةٍ وضعها العديد من العلماء في NASA JPLفي 2015. ما هي الفكرة؟ الفكرة تتمحور حول تبريد البركان إلى أسفل. بعد كلّ شيء، الحرارة هي الّتي تسبب الثورات البركانيّة في المقام الأوّل. ترتفع من قلب الأرض وتتراكم داخل الحجرة البركانيّة حتّى يومٍ واحدٍ من الضّغط الّذي ينفجر. و يلوستون لا يختلف. كلّ عام، تنتج الحرارة الكافية لتشغيل محطّات الطّاقة الصناعيّة الستّ. حوالي 60 إلى 70٪ من تلك الحرارة تهرب من خلال الينابيع الساخنة والسخانات، مثل المؤمنين القدامى. لكن البقيّة تبقى تحت الأرض، داخل غرف الصهارة الفائقة. ومن هنا قام العلماء بتنفيذ الهجوم.

في السيناريو، يقترحون حفر سلسلةٍ من الآبار حول محيط supervolcano. ستكون الآبار الأعمق في العالم، حيث تصل إلى 10 كيلومترات تحت السّطح. إنّهم يضخّون الماء البارد إلى الآبار، والّتي بمرور الوقت، سوف تبرّد حلقةً من الصّخور حول غرفة الصهارة. يشبه ذلك المبرّد في سيّارتك الذّي يحمل الحرارة بعيدًا من محرّكها. والمكافأة، يتمّ تسخين المياه إلى حوالي 340 درجة مئويّة أثناء تحرّكها عبر الغرفة. لذا فإنّ الخطّة هي إعادة تدويرها من خلال الآبار واستخدامها في تشغيل مولّداتٍ كهربائيّة، والذي يمكن أن يمدّ المنطقة المحيطة بعشرات الآلاف من السّنين، ممّا يحوّل بشكلٍ أساسيٍّ محطّة يلوستون إلى محطة طاقةٍ حراريّةٍ جوفيّةٍ عملاقة.

استنتاجات


استنتج العلماء أنّ، من النّاحية النظريّة، يمكن لهذا أن ينجح. لكن هل سنحاول فعلاً ذلك؟ على الأغلب لا. لشيءٍ واحد، سيكون عليك استخراج 20 جيجاوات من الطاقة لتبريد البركان إلى درجة حرارةٍ آمنة، الأمر الّذي سيستغرق حوالي 16،000 سنة من البداية إلى النهاية. ناهيك عن أنّ الخطّة سوف تكلّف 3.46 مليار دولار. هذا حوالي 20 ٪ من الميزانيّة السنويّة لوكالة ناسا. والأسوأ من ذلك، أنّ تبريد الصّخرة يمكن أن يخلق كسورًا بالقرب من غرفة الصّهارة، والتي قد تثير غضبًا بركانيًّا، وهو الشّيء الذي نحاول تجنّبه في المقام الأوّل. لكنّ الحظّ الجيّد بالنسبة لنا، أنّ البركان ما زال نائمًا، وربّما سيبقى الأمر على حاله لفترةٍ من الوقت.