علي بابا تنعش السّوق الرّوسيّة

الخميس 13 أيلول 2018

علي بابا تنعش السّوق الرّوسيّة

بدأت شركة "علي بابا" بدخول روسيا بعد أن أطلقت شركة التّجارةالإلكترونيّة العملاقة الصّينيّة مشروعًا مشتركًا.

وتقدر قيمته بحوالي 2 مليار دولار مع إحدى شركات الإنترنت الرّائدة في البلاد.

تعاون بين الشّركات


يقال إنّ لدى روسيا أكثرمن 70 مليون مستخدم للإنترنت، أي ما يقارب نصف سكّانها، مع عددٍ لا حصر له من البلدان المجاورة الّتي تتحدّث الرّوسيّة. من المتوقّع أن ترتفع الأرقام، كما هو الحال في أجزاء كثيرةٍ من العالم، فإنّ نموّ الهواتف الذّكيّة يجلب المزيد من النّاس إلى الإنترنت. والآن تتحرّك شركة علي بابا لضمان استفادتها.

تعاونت Mail.ru، الشّركة الرّوسيّة التي تقدم مجموعة من خدمات الإنترنت بما في ذلك وسائل التّواصل الاجتماعيّ والبريد الإلكترونيّ وخدمة توصيل الطّعام إلى 100 مليون مستخدم مسجّل، مع علي بابا لإطلاق AliExpressروسيا، وهي شركة JVللتّواصل، وسائل التواصل الاجتماعيّ، التّسوّق والألعاب. وقد استثمرت شركة Mail.ru backer MegaFonوهي شركة اتّصالاتٍ وصندوق الثّروة السّياديّة للبلاد RDIF (صندوق الاستثمار المباشر الرّوسيّ) مبالغ لم يتمّ الإفصاح عنها في المنظّمة التي أُسِّست حديثًا.

وستمتلك علي بابا، الّتي أطلقت خدمة AliExpressفي روسيا قبل بضع سنوات، 48 بالمئة من الشّركة، 24 بالمئة لـMegaFonو 15 بالمئة لـMail.ruو 13 بالمئة المتبقّية لـRDIF. بالإضافة إلى ذلك، وافقت MegaFonعلى مبادلة حصّتها البالغة 10 بالمئة في Mail.ruإلى Alibabaفي صفقةٍ تبلغ قيمتها حوالي 500 مليون دولار. وهذا من شأنه أن يمنح المشروع المشترك قيمةً تقدّر بحوالي 2 مليار دولار.

"ستقوم الأطراف بزيادة رأس المال والأصول الاستراتيجيّة والقيادة والموارد والخبرات في مشروعٍ مشتركٍ يستفيد من الشّركات القائمة لـAliExpressفيروسيا"، كما أوضحت الشّركة.

روسيا تستفيد


ويبدو أنّ الاستراتيجيّة، هي ربط خدمات المستهلك Mail.ruمع AliExpress، سوق التّجارة الإلكترونيّة الدّوليّة في Alibaba. سيسمح ذلك للمستهلكين الرّوس بالشّراء من تجّار AliExpressفي الصّين، وأيضًا من الأسواق الخارجيّة مثل جنوب شرق آسيا والهند وتركيا وأجزاء أخرى من أوروبا. وبالمثل، سيتمكّن البائعون على الإنترنت في روسيا من الوصول إلى المستهلكين في تلك الأسواق. كما يعدّ "مركز تسوّق" المسمّى "TPI" لشركة "علي بابا"، جزءًا من عرض AliExpressفي روسيا.

وقالت الشّركة إنّ روسيا كانت "سوقًا حيويّة للنّموّ" لخدمة الدّفع Alipayبواسطة الهاتف النّقّال. لم تقدّم أيّ أرقامٍ أوليّةٍ لدعم تصريحها، ولكن يمكن المراهنة على أنّها ستدفع بـAlipayبقوّةٍ مع دعمها لـAliExpress. ويسمّى العرض الخاص بـMail.ru "Money.Mail.Ru"، لكن تقارير أخرى زعمت أنّ المشروع المشترك سيستفيد من النّظام الوطنيّ الرّوسيّ.

"معظم المستهلكين الرّوس هم مستخدمون لدينا بالفعل، وهذه الشّراكة ستمكّننا من زيادة الوصول بشكلٍ كبيرٍ إلى مختلف شرائح عرض التّجارة الإلكترونيّة، بما في ذلك كلّ من التّجّار عبر الحدود والتّجّار المحليّين". وأضاف بوريسدو بروديف، الرّئيس التّنفيذيّ لمجموعة Mail.Ruفيبيان، إنّ "الجمع بين نظمنا البيئيّة يتيح لنا الاستفادة من توزيعنا من خلال قاعدة التّاجر والبضائع بالإضافة إلى تكامل المنتجات".

المساعدة ضروريّة


وشرح مايكل إيفانز رئيس شركة علي بابا أنّ الشّركة بحاجةٍ إلى مساعدةٍ من الشّركات المحليّة إذا كانت تريد التّقدّم في روسيا.

"جزءٌ كبيرٌ ممّا كنّا قادرين على تطويره حتّى الآن في روسيا هو عملنا عبر الحدود. لكن المستقبل، الّذي سيتطلّب وجود شركائنا، يتطلّب بناء شركةٍ محليّةٍ أكبر بكثير.

وقال اليشر عثمانوف، مؤسّس اتّحاد المستثمرين الّذي يملك Mail.ruوMegaFon: "المشاريع المشتركة بين اللّاعبين المهمّين في السّوق هي اتّجاهٌ جديدٌ في سوق التّجارة الإلكترونيّة. وبالنّظر إلى هذه الشّراكة مع شركةٍ صينيّة، فإنّني على ثقةٍ من الإمكانات الكبيرة لهذا المشروع الّذي سيعزّز العلاقات التّجاريّة بين روسيا والصّين. ويمتلك سوق التّجارة الإلكترونيّة في روسيا إمكاناتٍ هائلة، وعلاوةً على ذلك، ستفتح فرص جديدة أمام الشّركات الرّوسيّة للدّخول إلى أسواقٍ جديدة".

هذا هو التّحالف الاستراتيجيّ الثّاني الّذي قامت به MegaFonهذا العام. وشكّلت مشروعًا مشتركًا مع جازبرو مبانك في مايو من خلال صفقةٍ أفقدتها خمسة في المئة من حصّتها فيMail.ru. استحوذت MegaFonعلى 15.2٪  من Mail.ruمقابل 740 مليون دولار في فبراير 2017.

وتأتي صفقة روسيا بعد يومٍ من الإعلان عن الرّئيس التّنفيذيّ لشركة علي بابا والمدير التّنفيذيّ جاكما، الوجه العام للشّركة، عن خططٍ للتّنحّي خلال العام المقبل. وسيحلّ تشانغ مكانه كرئيس، ممّا يعني أنّ الشّركة سوف تحتاج أيضًا إلى تعيين رئيسٍ تنفيذيٍّ جديد.