رأي السبّاق: ايران في عين العاصفة الأميركية

الاثنين 06 آب 2018

رأي السبّاق: ايران في عين العاصفة الأميركية

تسابق ايران الوقت لتمتين جبهتها الاقتصادية قبل العقوبات الأميركية المرجّح فرضها هذا الأسبوع.

والسؤال المطروح هل تنجح السلطات الإيرانية من تخفيف مخاوف أسواقها المحلية؟

مخاوف الإيرانيين


لا شك أنّ الإيرانيين يعيشون هاجس تدهور عملتهم الوطنية منذ أبريل نيسان حين بدأت عملتهم تنهار وتفقد أكثر من نصف قيمتها.

وعمدت السلطات المالية في إيران الى مواجهة موجة بيع الريال الايراني بإقبال الشركات والمدخرين على شراء العملة الصعبة لحماية أنفسهم من العقوبات المنتظرة، ولم تطمئن تصاريح البنك المركزي المتخوفين الذين لم ينقادوا وراء وصف من يسبّب هذا الانهيار بالأعداء.

التدابير الإيرانية


الا أنّ السلطات الايرانية اتخذت تدابير ميدانية تتخطى اعتقال عدد من المتظاهرين المحتجين، فقررت حكومة الرئيس حسن روحاني أن ترفع جزئيا الحظر المفروض على بيع العملة الأجنبية بالسعر الحر، وهذا ما يسمح لمكاتب الصيرفة ببيع العملة بأسعار السوق غير الرسمية لأغراض محدّدة مثل السفر.

محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي اعتبر أنّ هذه الخطة تعكس ثقة ايران بنفسها في مواجهة العقوبات الأميركية الوشيكة.

وقال:" هذا يُظهر قوتنا. ففي اليوم نفسه الذي تفرضون فيه العقوبات، نفتح اقتصادنا. ليس لدينا أي مشكلة، فلم يقلق شعبنا؟".

السؤال الصعب


هل ينجح البنك المركزي الإيراني في تعويم محكوم لسعر صرف الريال متجنبا استخدام الاحتياطي لدعم العملة؟

إنّ الإجابة على هذا السؤال المحوري في المواجهة الايرانية للعقوبات المتوقعة تسهّل فهم المرحلة المقبلة التي تنتظر ايران التي تقف عند مفترق طرق دقيق، لكنّ النظام الإيراني المتماسك حتى الآن يعوّل على سلسلة تدابير مالية واقتصادية تساعده على مواجهة العاصفة، منها ترك السوق المالي في ميزان العرض والطلب وحمايته من السوق السوداء، والسماح للايرانيين بإدخار أموالهم بالدولار، وبتحرير سقف  تدفقات العملة والذهب الى الداخل الايراني في حين سيُسمح لمصدري السلع غير النفطية ببيع العملة الصعبة الى المستوردين.

وستوفّر الحكومة دعم العملة الصعبة لشراء السلع الأساسية والدواء.

العقوبات الأميركية على المحك


وانطلاقا من هذا الأسبوع ستجد السلطات الإيرانية نفسها أمام جدار إعادة واشنطن فرض عقوبات على المشتريات الايرانية من الدولارات الأميركية في الذهب والمعادن النفيسة وتعاملاتها في المعادن والفحم والبرمجيات الصناعية، وضيّقت الولايات المتحدة على الدول الصديقة للتوقف عن استيراد النفط الايراني من أوائل نوفمبر تشرين الثاني وإلا ستواجه إجراءات مالية أميركية، وبذلك تُقفل الإدارة الأميركية على طهران منافذ التنفس الاقتصادي.

فهل تنجح ايران في الامتحان الصعب الذي ينتظرها؟

من يعش يرى.