استثماراتُ إكسبيريان نحو آفاق آسيوية آمنة

الثلاثاء 31 تموز 2018

استثماراتُ إكسبيريان نحو آفاق آسيوية آمنة

استثمرت"إكسبيريان"  بـ 28 مليون دولار في جنوب شرق آسيا.. والمنطقة في نهضة ماليّة.

دخلت شركة "إكسبيريان" سوق جنوب شرقي آسيا الّذي يحوي أكثر من ستّمئةٍ وخمسين مليون مستهلك للمرّة الأولى عبر عملاق الائتمان "سي 88 فاينانشيل تيكنولوجيز" ومقرّه في سينغافورة والّذي ينظّم أسواق ماليّة تساعد المُقرضين في الوصول إلى شريحةٍ جديدة من النّاس.

مروحة من الاستثمارات


وأعلنت "سي 88" عن جولة استثماراتٍ بقيمة ثمانيةٍ وعشرين مليون دولار بقيادة "إكسبيريان" وبالاشتراك مع عددٍ من المستثمرين في أوروبا كـ"Responsibility Investment" (سويسرا)، "DEG" (ألمانيا) بالإضافة إلى مستثمرين كوريّين أمثال، "Korea’s InterVest" و"Fenghe Fund Management" و"Pelago Capital and Fuchsia Venture Capital" و"The VC arm of Thai lender Muang Thai Life Assurance".

وشارك المستثمرون القدامى أمثال "Monk’s Hill Ventures" "Telstra Ventures" و"Kickstart Ventures" و"Kejora Ventures" في هذه الجولة ممّا زاد رأس المال حوالي خمس وأربعين مليون دولار.

التوسيع في اتجاه تايلاند


أُنشئت شركة "The Startup" عام 2013 وقدّمت الخدمات في إندونيسيا والفيليبين إلى أكثر من خمسين مليون مستهلكٍ من خلال مجموعةٍ من القروض الصغيرة تُدفع خلال ستة إلى ثمانية عشر شهراً وأخرى تُقسّط على فترةٍ زمنيّةٍ أطول تتراوح بين ثمانية عشر واثنتين وثلاثين شهراً.

وتُخطط الشّركة لتوسيع استثمارها نحو تايلاند، بدعمٍ من "Muang Thai" بهدف استحداث خدماتٍ ماليّةٍ للمستهلكين في جنوب شرق آسيا.

داتا المعلومات


على عكس بعض دول العالم، يعمل المنافسون من تكنولوجيا التّمويل في جنوب شرق آسيا مع المؤسّسات الماليّة الموجودة للوصول إلى مستهلكين جُدد. وتؤدّي داتا المعلومات دوراً كبيراً في الوصول إلى المستهلكين. وهذا ما يعاني منه معظم أقطار جنوب شرق آسيا باستثناء سينغافورة وماليزيا لأنّ عددا قليلا من المستهلكين يتّبعون نظام الائتمان ممّا يصعّب مهمّة تقييم وضع المُقترض ومدى ملاءمته للقرض. لذلك يتّجه المستثمرون إلى إعطاء قروضٍ صغيرةٍ أو متوسّطة، وكون الرّبح من المستهلك أقلّ من القيمة المسدّدة لجمع المعلومات عنه.

الهواتف الذكية المفيدة


إلّا أن استخدام الهواتف الذكيّة سهّل عمليّة جمع المعلومات وخاصّةً مع ارتفاع نسبة مستخدمي الإنترنت إلى أكثر من ثلاثمئة مليون مستخدم.

وتقوم "سي 88" وغيرها من الشّركات بمساعدة القطاع المصرفيّ بتقييم المستهلك وملاءمته للقرض.

التعاون مع المؤسسات المالية


"لا تستطيع البنوك والمُقرضون إعطاء القروض بعناية"، يقول المدير العام لشركة "سي 88" جي بي أليس.وأضاف: "ولكن هناك إمكانيّة لتغيير الحال عبر المجتمعات الرّقميّة والمعلومات على الصعيد الفرديّ. التّعاون مع مؤسّساتٍ ماليّةٍ هو الحلّ، كونهم يملكون رأس مالٍ كبير".

وأعربت شركة "سي 88" أنّها تتعامل مع أكثر من تسعين مؤسسة ماليّة ومقرضين. وتؤمّن لهم المعلومات عن المستهلكين لمعرفة مدى ملاءمتهم للقروض، من خلال العمل مع شركات كـ"إكسبيريان"، إلّا أنّ الأمر يبقى تحدّيًا كبيرًا بسبب العدد القليل من المستهلكين المعتمدين على نظام الائتمان.

السوق الآسيوي الآمن


ومع نجاح 10% من المتقدّمين إلى نظام الائتمان، أعرب أليس عن رغبته في توسيع الولوج إلى رأس المال ممّا سيساعد برأيه في نهضة اقتصاد جنوب شرق آسيا.

ومن الواضح أنّ القطاع الماليّ في جنوب شرق آسيا أكثر ملاءمةً لحاجات المستهلكين على عكس معظم أقطار العالم، من حيث القروض الصّغيرة ومواعيد الدّفع المطواعة والطّرق الجديدة في جمع الرّصيد.

وأعرب أليس أنّ المنهجيّات تأتي من الصّين حيث جبابرة الإنترت كـ"Ali Baba" و"Tencent" يقدّمون خدماتٍ ماليّةً قائمة على عوامل كـ"الدّفع عبر الجوّال". إلّا أنّه يرى أنّ حركة تكنولوجيا التّمويل في منطقة جنوب شرق آسيا تسير مُتفرّدة.

الصفقة الجديدة


وتضع "سي 88" سياساتها الخاصّة كـ"حمى الضنك" في الفيليبين بالتّعاون مع شركة تأمين. وقال أليس إنّ الشّركة تعرض خدماتٍ جديدة عندما لا تتناسب الخدمات الموجودة مع متطلّبات الزبون وليس لمنافسة الآخرين. وبالإضافة إلى القروض غير المضمونة والتّأمين، دخلت الشركة في مجال إدارة الأصول، على الرّغم من صغر السّوق.

وتمثّل هذه الصفقة أوّل استثمارٍ كبيرٍ في جنوب شرق آسيا لشركة إكسبريان، الّتي تتّخذ من دبلن مقراً رئيسيّاً لها وتبلغ قيمتها نحو 17.5 مليار جنيه إسترليني، أو 23 مليار دولار، وهي مدرجة في لندن. ممّا يشير إلى دورٍ جديدٍ يساعد في تطوير الشّركات الناشئة في آسيا كما هو الحال بعد أقلّ من عامٍ على دعم "إكسبريان"لـ"Bankbazaar"في أوّل استثمارٍ لها في الهند.

"قبل خمس أو ستّ سنوات، بدأنا بالتّفكير في كيفيّة حلّ بعض المشاكل الكبرى بدلاً من كونها مجرّد شركة برمجيّات "يقول "بن اليوت"، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "إكسبريان" في آسيا والمحيط الهادئ، وأضاف: "نحن ننظر إلى المنظّمات الّتي نعتقد أنّها تخرّب في السّوق حيث يكون لدينا دورٌ لنؤدّيه، أو تلك الّتي تقوم ببناء شيءٍ نعتقد أنّه يمكننا النّموّ معه."

وأشار إليوت، ومقرّه سنغافورة، إلى أنّ ما يقارب ربع سكان جنوب شرق آسيا يمكنهم الوصول إلى حسابٍ مصرفيّ ، لذا فإنّ وسائل الوصول الجديدة ضروريّة. وقال إنّ صفقة "سي 88" ليست بالضّرورة مسارًا لاقتناء إكسبريان. على الرّغم من أنّه لم يستبعد إمكانيّة ذلك في المستقبل، فقد قال: "التّركيز المبدئيّ هو أن يكون مستثمرًا قيّمًا وشريكًا جيّدًا في العمل".

ويعتقد "إليس" ، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "سي 88"، أنّ هناك فرصةً للعمل عن كثبٍ مع المستثمر الجديد بما يتجاوز الأنظمة الائتمانيّة الجديدة التي يتمّ إعدادها بشكلٍ مشترك.

وأضاف: "العديد من مؤسّساتنا الماليّة تستخدم منتجات "إكسبريان" بالفعل ، لذا لدينا الفرصة لدمج القوى".

أحدث الأخبار السبّاقة