رأي السبّاق: بوتين القيصر السبّاق

الاثنين 16 تموز 2018

رأي السبّاق: بوتين القيصر السبّاق

في نهاية كأس العالم ٢٠١٨ يمكن القول إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان سبّاقا في نجاح هذا المونديال.

فعلاوة على حسن التنظيم والضبط الأمني غير المخروق، اتسّم الرئيس الروسي  بالابتكار في تحركه إن على مستوى استغلال فرصة المونديال لإجراء محادثات مع قادة الدول التي واكبت منتخباتها على الملاعب الروسية، وإن في كسره حلقات الحصار المفروضة على بلاده، أميركيا وأوروبيا، بالتأكيد أنّ روسيا دولة عظمى بتاريخها وامكاناتها وتطلعاتها.

حتى في تسليمه كرة المونديال الى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني  فهو بادر باعتزاز الى طرح سبل المساعدة للقطريين الذين يواجهون مشاكل في إعداد استضافة كأس العالم العام ٢٠٢٢، وبدا بوتين من كلمته الى الأمير القطري واثقا من أن بلاده نجحت في التنظيم وهي قادرة أن تنقل تجربتها للآخرين.

نعم، استغل بوتين نهائيات كأس العالم في استراتيجياته الدولية، وفي سياساته المحلية والخارجية، وأرسل إشارات الى المستثمرين العالميين بأنّ روسيا أرض من ذهب لغناها في تعدديات اقتصادية وسياحية وثقافية وترفيهية...

وكان المدهش في بوتين أنّه ستغل النهائيات حتى اللحظة الأخيرة، ففاجأ العالم بقراره في خلال حفل التتويج في استاد لوجنيكي في موسكو بتمديد العمل بنظام السفر الى روسيا بدون تأشيرة مسبقة حتى نهاية ٢٠١٨.

وهو بذلك عمّق من إفادة بلاده من تدفق الزوار –المشجعين الذين سمحت لهم السلطات الروسية بدخول أراضيها من دون تأشيرة مسبقة لحضور النهائيات بشرط حصولهم على بطاقات الهوية الخاصة بالمشجعين مع تذاكر المباريات.

نجح فلاديمير بوتين في توسيع دوائر الاستفادة من المونديال وهذا ما انعكس ارتفاعا في الدخل القومي في روسيا التي سيعطي شعبها للقيصر الجديد تأييدا متجددا.