للزائرين نقول:"نوّرتوا مصر"

السبت 12 أيار 2018 من قبل : غابي عقيقي

للزائرين نقول:
من القاهرة الى الأقصر فالإسكندرية وأسوان وشرم الشيخ وغردقة وغيرها من المدن التّاريخيّة السّياحيّة العريقة، تستقبلكم مصر برحابة صدر أسطوريّة تبدأ بعبارة "نوَّرتو مصر!"
ستختبرون رحلة تتحدّى الزّمن وستستمتعون بإبحار في المساء وستعشقون المرتفعات الرّائعة. ترحب بكم في نيلها العظيم والآثار الرّائعة والصّحراء بسرابها والدّلتا المورقة ، وماضيها الطّويل والغني بالترحيب والحب.
 
القاهرة الرائعة
القاهرة هي تلك الفوضى الحيويّة في أروع حالاتها وسخطها وجمالها. فإن وقفتم في نقطة مرتفعة منها ، ستسمعون تردد صدى التأذين من مختلف الجوامع وكأنّكم وسط مبارزة حامية. أما في الأسفل ، فتنهال على مسامعكم أبواق السيارات كسمفونيات غير متناغمة وسط طرقات عظم شأنها في القرن التاسع عشر وبدأت تتلاشى اليوم ، في حين تسير عربات الحمير بين الممرات الترابية المليئة بالآثار الفاطمية والمملوكية الضخمة.
 
شمعة الحب
أمّا الأقصر، فتأتي كترجمة للكنوز القديمة وهي غالباً ما تحمل لقب "المتحف العظيم في الهواء الطّلق". لا شيء في العالم يضاهي حجم وعظمة الآثار التي عبرت من طيبة قديمة لتتربّع في حاضرنا المتطوّر.
وفي مصر، تلك المدافن المكسوّة بالرّمال والمعابد الفرعونيّة والأهرامات التي توقظ المُستكشف النائم في كلّ واحد منّا وتدعونا لزيارة وادي الملوك في الأقصر حيث توت عنخ أمون ورمسيس وأبو سمبل وغيرها من عظماء التاريخ القديم.
أما ذلك الشاطئ الخالي فيدعوكم لإنارة شمعة الحبّ داخل كوخ يحاذي الشعاب المرجانية البارزة في البحر الأحمر. 
 
هبة النيل
من جهة أخرى، فالقول المأثور بأن "مصر هبة النّيل"، لا يزال صحيحًا: فبدون ذلك النهر لن تكون هناك أرض خصبة ، ولا طعام ، ولا كهرباء. على الرغم من أن حياة الناس معزولة جسديا بشكل متزايد عن المياه ، إلا ان النّيل لا يزال يضطلع بدور قوي فريد.
لحسن حظ الزوار ، النهر هو أيضا المكان المثالي الذي يمكن من خلاله مشاهدة العديد من المعالم الأثرية الأكثر إثارة ، وهو أحد الأسباب التي تُبقي "رحلة النّيل" وسيلة شعبيّة للسفر.