رأي السبّاق في صفقة العصر بين السعودية وروسيا

الأربعاء 28 آذار 2018

رأي السبّاق في صفقة العصر بين السعودية وروسيا

هل تتم صفقة العصر بين السعودية وروسيا لتعزيز تعاونهما في تحديد القيود على تصدير النفط العالمي؟

يبدو أنّ هذا الأمر قابل للتنفيذ انطلاقا مما أعلنه ولي العهد السعودية الأمير محمد بن سلمان حصريا لوكالة رويترز من أنّ الرياض وموسكو تدرسان تمديدا طويلا لتعاون قصير الأجل حاليا بشأن فرض قيود على انتاج النفط بدأ في أواخر السنة الماضية بعدما انهارت أسعار الخام.

أقوال ولي العهد


وأبلغ الأمير محمد رويترز الآتي: "نعمل على التحول من اتفاق على أساس سنوي إلى اتفاق لفترة عشرة أعوام إلى عشرين عاما... لدينا اتفاق على الخطوط العريضة، لكن ليست لدينا تفاصيل بعد".

وسيشكل هذا الاتفاق سابقة خصوصا أنّ روسيا ليست عضوا في أوبك، ولكنها تتعاون مع هذه المنظمة النفطية لخفض منسوب التخمة في المعروض النفطي عالميا.

إعادة التنظيم النفطي


وبدأ التعاون الروسي –السعودي في العام ٢٠١٤ حين انهارت أسعار الخام من فوق ١٠٠دولار للبرميل الى أقل من ٣٠دولارا في العام ٢٠١٦.

وبفضل هذا التعافي عاد سعر البرميل للصعود الى عتبة ال٧٠دولارا لكنّ مؤشرات متعددة تضغط على هذا السعر.

وفي حال تمّت الصفقة السعودية الروسية فأنّ سوق النفط يتجه الى إعادة تنظيم، خصوصا إذا تمكن المسؤولون السعوديون والروس من "مأسسة" العلاقة النفطية المشتركة.

وتكمن جهود المسؤولين في  البلدين في تأمين الاستقرار في السوق النفطي فيكسرون دائرة المفاجآت غير المتوقعة في الصعود والهبوط للأسعار عبر تحديد سقف انتاج الخام.

وتتقاطع المصالح السعودية والروسية في رفع سعر النفط ، وهذا ما يتطلب من الجانبين بناء مخزون نفطي احتياطي للاستفادة من هذا المخزون في حال عاد سعر الخام للارتفاع.

أثمان الصفقة


وستسمح هذه الصفقة في انضمام روسيا الى أوبك التي تقودها السعودية، وستتعزّز القبضة الروسية في منطقة الشرق الأوسط إضافة الى تعزيز العلاقات الاقتصادية السعودية الروسية على الرغم من الاختلاف الدائر بين الجانبين في عدد من الملفات الساخنة كالملف السوري.

باختصار أنّ أي اتفاق نفطي بين السعودية وروسيا على مدى السنوات العشرين المقبلة سيشدّ من أواصر التقارب الاستراتيجي بين الجانبين. وهنا يكمن دور ولي العهد السعودي الذي يمسك بالملف النفطي في المملكة والذي بنى علاقة شخصية جيدة مع الرئيس الروسي بوريس يلتسين.