العلاقة بين الإجهاد، الصدمة والسكري نوع ٢

الأحد 28 كانون ثاني 2018 من قبل : جوانا رعد

العلاقة بين الإجهاد، الصدمة والسكري نوع ٢

 يغيّر الإجهاد المزمن النظام الايكولوجي للجسم، العقل والروح. ويؤثّر الإجهاد والصدمة على التمثيل الغذائي للفرد والمجتمع.

استجابةً للإجهاد  المزمن، يشعر الفرد بالاكتئاب، العجز، القلق وتعكّر المزاج. ونتيجةً لذلك، يلوم نفسه للشعور بهذه الطريقة.

غالبًا ما تؤدّي هذه المشاعر إلى العلاج الذاتي عبر السكر والكربوهيدرات، المخدرات، الكحول، الجنس والأنشطة الأخرى.

الشفاء من الكحول

عندما يكون الفرد في طور التعافي من الادمان على الكحول، غالبًا ما يتّجه نحو السكر، الكربوهيدرات والقهوة كجزء من عملية الاقلاع عن الكحول. ولكنّ هذا الأمر يضرّ الكبد أيضًا  بشكل كبير ويجعل الفرد عرضةً لتطوير مرض السكري من النوع ٢. وهكذا، يمكن أيضًا أن يُفهَم ادمان الكحول كادمان فسيولوجي للسكر.

يساهم الاجهاد في تطوير القلق والاكتئاب ويؤدّي إلى العلاج الذاتي من خلال المخدرات، الكحول، الكربوهيدرات والسكر. في المقابل، تفاقم هذه المواد الاجهاد وتستمرّ دورة العلاج الذاتي حتى يتمّ ايقافها.

الاستجابة إلى الاجهاد

هناك ثلاثة أنواع من الاجهاد: الاجهاد الطبيعي، الاجهاد والاجهاد الصادم. قد تؤدّي الضغوطات المتعدّدة المستمرّة إلى انخفاض الاستجابة المناعية وزيادة الاستعداد للاصابة بالأمراض المعدية. ويضعف الاجهاد المزمن قدرة الجسم على استقلاب الجلوكوز.

الاجهاد الصادم

يصبح الاجهاد صادمًا عندما تتغلّب الضغوطات على قدرة الفرد على المواجهة. يتمتّع كلّ شخص بحدود معيّنة وعندما يتمّ اجتياز هذه الحدود، تتطوّر الاستجابة الصادمة.

كيف يساهم الإجهاد والصدمة في تطوير مرض السكري؟

تحت تأثير الإجهاد المزمن، تصبح الهرمونات مثل الكورتيزول مضادات لانتاج الأنسولين. وبالتالي، يؤدّي الإجهاد الزائد إلى ارتفاع الكورتيزول ويقلّل من القدرة على انتاج الأنسولين وعلى استخدامها من الخلايا. وتحت تأثير الإجهاد الحادّ، يمكن للكورتيزول أن يبقى مرتفعًا طوال اليوم وحتى أن يرتفع أكثر في الليل ما يؤدّي إلى الأرق والارهاق في اليوم التالي.

 وليس هناك شك في أن ادارة الإجهاد ومستويات الكورتيزول تحسّن مستويات الجلوكوز في الدم. وهناك أسباب أخرى لخطورة استمرار زيادة الكورتيزول إذ عادةً يقترن ارتفاع مستوى الكورتيزول بتغيّر في السلوك إذ يصبح الفرد غير صبور، عصبيًا ومدمنًا على العمل.

وفضلًا عن ذلك، يشار إلى الكورتيزول بأنه "هرمون الموت" لأنه يتعلّق بالخلايا العصبية في الدماغ ما يؤدّي إلى زيادة مستويات الكالسيوم في الأغشية. والكثير من الكالسيوم يؤدّي إلى موت الخلايا ويسبّب ذلك تدهورًا معرفيًا. ويُسَمَّى الخرف الآن مرض السكري من النوع ٣.

الإجهاد، الهضم والاكتئاب

مع مرض السكري من النوع ٢، هناك ضعف في الهضم. يُعتَبَر تحسين الهضم مهمًّا لادارة الإجهاد والمزاج. ويستجيب المزاج للسكر في الدم.

عندما يكون السكر في الدم متوازنًا، يكون المزاج أيضًا متوازنًا ويتمّ التخلّص من التقلّبات المزاجية.

الهضم وصحة الأمعاء مهمّان للمزاج لأن العديد من النواقل العصبية التي تحكم المزاج مثل السيروتونين مصنوعة في الأمعاء الدقيقة حيث يتمّ هضم الطعام.

 

لذلك، يوفّر لنا فهم تأثير الاجهاد على المرض البدني، فرصًا للحدّ من التوتّر وبالتالي تحسين الرفاهية البدنية.

فيديو ذات صلة


2017-12-04 15:09:24 سلطة الفاصولياء