لماذا انضمّت إيران الى المربّع الملتهب؟

الثلاثاء 02 كانون ثاني 2018

لماذا انضمّت إيران الى المربّع الملتهب؟

قفز الداخل الايراني الى واجهة الحوادث الدولية والإقليمية بسبب الاضطرابات التي تشهدها مدن عدة.

وأجمع المراقبون على أنّ هذه الاضطرابات المفاجئة جاءت على خلفية إحباط من السياسات الاقتصادية في ايران وارتفاع معدلات البطالة وانخفاض مستوى المعيشة إضافة الى الفساد في الإدارة.

تراجع روحاني

والسؤال المطروح الآن ،هل يتراجع الرئيس حسن روحاني عن سياساته الأساسية في محاور اقتصادية سبّبت خيبات أمل منذ العام ٢٠١٦ أي منذ رفع العقوبات عن ايران؟

لا شك أن تراجع أسعار النفط فعل فعله أيضا في تدهور اقتصاد إيراني مغلق ومتهالك ورجعي مقارنة بالدورة الاقتصادية العالمية،وهذا ما رفع البطالة الى ١٢،٥٪ وفق تقدير وكالة رويترز التي أردفت بأنّ معدل البطالة يتجاوز هذه التقديرات الرسمية ويصل الى ملايين الشباب ، ووصل معدل التضخم الى نحو ١٠٪ وهو معرّض للانفلاش اذا بقيت العملة الايرانية في التراجع بالنسبة للدولار.

الإحباط الاقتصادي

وأجمع المراقبون على أنّ الاضطرابات الايرانية ناتجة أولا من الإحباط الاقتصادي، ويرى المحللون بأنّه على روحاني إنفاق المزيد من الأموال لخلق الوظائف نتيجة انحسار الاستثمارات الخارجية ، وعليه أيضا تدعيم صرف الريال ،واعتماد الشفافية في الإدارة متخلصا من الفساد المستشري والذي أغضب المتظاهرين.

ويجد روحاني نفسه في مواجهة معضلات قاسية منها صعوبة الخروج من سياسته المحافظة اقتصاديا والتي تتمثّل في الموازنة العامة التي تتأثر بأوضاع مالية غير مستقرة وهذا ما يؤدي الى إضعاف مستوى الاستثمارات الأجنبية والمحلية خصوصا بعد السياسة الجديدة التي يعتمدها الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه طهران ما يُبعد الشركات الأجنبية من توقيع صفقات الاعمال في الساحة الايرانية.

التحدي الكبير

وحين يفرض الشارع الايراني على روحاني مكافحة الفساد فإنّه سيواجه حتما النافذين الذين سيتضررون من هذه الحملة.

الخبير الاقتصادي الايراني مهرداد عمادي اعتبر أنّ روحاني يواجه "تحديا هرقليا" في محاربة الفساد وليس أمامه خيار، وتوقع أن يدفع الاحباط الايرانيين الى  موجات معارضة متتالية.

هبوب العاصفة

ويحصد روحاني سياسات سلفه أحمدي نجاد المالية والنقدية التي اتسمت بالإسراف لذلك اضطر الى الحدّ من نظام الإعانات النقدية التي حصل عليها ايرانيو الطبقتين المتوسطة والفقيرة.

وربما شعر روحاني بهبوب العاصفة فحاول استباقها باقتراحه ميزانية منضبطة ومتوازنة للسنة الايرانية المقبلة التي تبدأ في ٢١مارس آذار المقبل. وحين قرر روحاني استعمال الاحتياط المالي الأجنبي حذّره البنك الدولي من عواقب خطوته.

أسباب الغضب

ولكنّ هذا التقشف المستجد أثار استياء الايرانيين  الذين يعبّرون بالتظاهر عن عدم رضاهم بشأن خمسة نقاط:

البطالة، التضخم، الفساد، ضعف الريال، وعدم المساواة في توزيع الثروة بين المناطق في ايران.

ففي بعض المناطق الايرانية وصلت نسبة البطالة الى ٤٥٪، وهبط سعر الريال الى ٤٢الفاو٩٠٠ريال مقابل الدولار من ٣٦ الفا قبل عام.

السخونة الايرانية

إذا، انضمت ايران الى المناطق الساخنة والملتهبة في الاقليم ، وهي تحتاج الى تغييرات اقتصادية جوهرية للتخلص من أعباء مراكز القوى في النظام وتأثيراتها  في الإنتاج العام، كذلك ترى الإدارة الايرانية نفسها في مهمة صعبة في مواجهة الفساد وخلق فرص عمل،وتقوية العملة الوطنية...

والسؤال المطروح، هل ستتراجع ايران عن دورها الإقليمي لتتفرّغ لحل مشاكلها الداخلية التي تبدو أنّها ثقيلة جدا؟