مستقبل خالٍ من التدخين

الأحد 19 تشرين ثاني 2017

مستقبل خالٍ من التدخين

لم تقتصر تأثيرات الابتكارات الحديثة والمتقدمة التي تؤدي لدثر ابتكارات سابقة "Disruptive Innovations" على قطاع معين بحد ذاته، بل امتدت لتشمل مختلف القطاعات وقد بلغت أخيرًا قطاع التبغ.

ومع هذه الابتكارات المتتالية المترافقة مع التطور المستمر الذي تشهده التكنولوجيا، والتي باتت بدورها تتيح المزيد من الخيارات أمام المدخنين الباحثين عن بدائل للسجائر التقليدية والخالية من الدخان، فقد أخذت شركة فيليب موريس إنترناشونال التي تعتبر شركة تبغ رائدة في العالم، على عاتقها، قيادة إحداث التحول لبلوغ مستقبل خالٍ من الدخان.

الخيار الأفضل

بدأت رحلة فيليب موريس لتحقيق ذلك منذ العقد الماضي؛ حيث استثمرت ما يزيد على 3 مليارات دولار أميركي، راصدة إياها لتطوير وتقييم المنتجات المبتكرة الخالية من الدخان، والتي تشكّل خيارًا أفضل من السجائر التقليدية. هذا واعتمدت فيليب موريس في ذلك على نهج علميّ ارتكز على مبدأ تطوير المنتجات ذات الاحتمالية على خفض الضرر بشكل ملحوظ مقارنة بالتدخين المتواصل، والتي يتقبّل المدخنون البالغون الحاليون التحوّل إليها، الأمر الذي أسفر عن تطوير منتجات لا تعتمد على عملية حرق التبغ بل على تسخينه، علمًا أن المواد الكيميائية الضارة التي ترتبط بالحرق هي المسبب الرئيسي للأضرار المرتبطة بالتدخين.

وقد استطاعت فيليب موريس عبر مراكز البحث والتطوير التابعة لها والتي تحتضنها كل من سويسرا وسنغافورة، ومن خلال شبكة شركائها في مجال التكنولوجيا حول العالم، أن تطور وعلى يد فريق متخصص ومؤلف من أكثر من 400 عالم ومهندس وخبير، مجموعة من المنتجات التي ترضي أذواق المستهلكين المختلفة. هذا وكللت فيليب موريس مجموعتها من هذه المنتجات بإطلاقها IQOS”" في العام 2014، وهو المنتج الأكثر تقدماً إذ يمثّل حقبة جديدة بالنسبة لصناعة التبغ والمدخنين البالغين في جميع أنحاء العالم.

المنتج الجديد

منتج "IQOS" هو كناية عن جهاز يُستخدم مع لفائف تبغ مصممة خصيصاً ليتم تسخينها إلكترونياً إلى درجة حرارة تقل عن 350 درجة مئوية، وهي الدرجة التي لا تصل لما تتطلبه عملية الحرق التي تصل معها درجة الحرارة إلى 900 درجة مئوية.

وفي هذا السياق، لم تقتصر جهود فيليب موريس على تطوير المنتج فقط، بل إنها عززته بأبحاث علمية ومراجعات عديدة أفضت إلى برنامج علمي متقدم استلهمته من قطاع صناعة الأدوية، واسترشدت لدى صياغته بتوجيهات إدارة الغذاء والدواء الأميركية، مجرية ضمنه العديد من الدراسات السريرية التي جاءت حتى الآن جميعها بنتائج مشجعة للغاية، حيث تبيّن أن نسبة المواد الضارة في رذاذ “IQOS”هي أدنى بكثير مقارنة بدخان السجائر.

التجربة في اليابان

شهدت مدينة ناغويا اليابانية انطلاقة منتج "IQOS" في العام 2014، وتحديداً في شهر تشرين الثاني منه. واليوم بات يستحوذ على ما نسبته 10% من إجمالي سوق السجائر والتبغ المسخن في اليابان. وعلاوةً على ذلك، ووفقاً لمقالة نشرت في مجلة فوربس تحت عنوان: "اليابان ساحة العمل التي تتناول مسألة الابتكار لدى فيليب موريس" وذلك خلال شهر كانون الأول من العام 2016، متحدثةً عن "ميزات منتج "IQOS" الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، والتي قد تبرهن على فوائدها بالنسبة للشركة المنتجة على المدى الطويل، لاسيما في حال تمكنها من تكرار النجاح الذي شهده منتجها في اليابان في أنحاء أخرى من العالم."

الانتشار والرواج 

وتخطط فيليب موريس إنترناشونال لتوسيع رقعة انتشار منتج "IQOS"، لتشمل أكثر من 30 دولة مع نهاية العام الحالي 2017 حسبما نُشر في وكالة رويترز، وذلك رغبة منها في تحقيق نجاحات جديدة مماثلة لتلك التي شهدتها في اليابان. وبالفعل، فإن منتج "IQOS" يشهد نمواً سريعاً في عدد من الدول مثل البرتغال وإيطاليا وسويسرا وروسيا وفرنسا وألمانيا.

يلقى جهاز “IQOS”حاليًا رواجًا بين المدخنين البالغين الذين يبحثون عن بدائل أفضل للسجائر التقليدية. إن النجاح الذي حقّقه هذا الجهاز في المدن التي أُطلق فيها عالميًا قد دفع الشركة لكي تتوسّع حول العالم. ويستخدم اليوم "IQOS" أكثر من           3.7ملايين مدخن بالغ في أكثر من 30بلدًا.