كريم بو جبرايل: عاشق الرّيشة والإبداع

الأربعاء 01 تشرين ثاني 2017

كريم بو جبرايل: عاشق الرّيشة والإبداع

 قرّر كريم بو جبرايل منذ صغره أنّه سيصبح فنّاناً، فتعلّم الفنّ بنفسه، ولاحق حلمه، وحقّقه، واستطاع أن يتخطّى جميع التوقّعات، مستوحياً من أهمّ الفنّانين، منهم ليوناردو دافينشي.

وعام 1995، حصلت لوحته المرسومة "Harvest of Human" (حصد البشر) على امتيازٍ من اللّجنة الحكم في معرض Harvest Exhibition  في بيروت، وكانت لوحةٌ رسم فيها أمّه التي حصدها الزّمن في حادثٍ مأساويّ، ترك أثراً لا يمّحى في نفسه.

وتتالت السّنوات، وازداد معها انتشار لوحات بو جبرايل التي عُرضت وبيعت في المعارض. وحاليّاً، تُعلّق لوحاتها في منازل أهمّ القادة في بيروت، لندن، باريس، الدّوحة، جدّة، الرياض، دبي، أبو ظبي، وغيرها؛ فضلاً عن رسوماته على جدران الكنائس والأديار والفيلّات والفنادق.

وحول مسيرته، يقول بو جبرايل بكلماتٍ معبّرة:

"الزمنُ ذاكَ الخطُّ الخفيُّ الَّذي يُلاعِبُنا ويعادِينا، يُدَلِّلُنا ويُدمِينا، وحينَ نتعبُ يرمِينا في غابةِ النِّسيانِ قطعَ خردةٍ صدِئَةً تتحوَّلُ مسرحاً ودُمى لبعضِ العابثين بالحقائقِ، لبعضِ الحالمين المجانين الفنانين.

تسلَّحتُ بجنوني واقتحمتُ تلكَ الغابةَ عابثاً بأشيائِها وكائِناتِها، مُعيداً تركيبها، تارةً مُهادِناً تارةً مُشاكِساً، وأحياناً كثيرةً تعِباً من القلقِ الوجوديِّ.

أرواحٌ منسيَّةٌ، أشياءٌ متروكةٌ لفظَها الاستهلاكُ، وتركتهَا الحداثةُ المسرعةُ أخيِلَةً يعبثُ بها الفراغُ وينخرُها النسيانُ، مرميَّةٌ في الطبيعَةِ يمتصُّها المكانُ أحياناً فتحتفلُ معهُ بسحرِ الوجودِ، وأحياناً أُخرى تُلقي بحُزنِها حِجاباً سَمِيكاً على الجمالِ، أُحاوِلُ ازاحةَ الحجابِ، أُراكِمُ اليباسَ، الخطوطَ، والأغصانَ، علَّها تُخفيهِ وتُذيبُهُ في المشهدِ، ثُمَّ أعودُ لأصالِحها في احتفاليَّةِ ألوانٍ صاخبةٍ.

أصحابُ تلكَ الأرواحِ محشورونَ في بيوتٍ ضيِّقةٍ في أبنيةٍ مُتداعِيةٍ، تُراقصُ الخرابَ في آخرِ مشهدٍ، أبنِيها، أَرسُمُها، ثُمَّ أُدمِّرُها وأُفَتِّتُها، أنتزِعُ أحشاءَها بحاثِاً عن الإنسانِ العالقِ داخِلَها، مُحاوِلاً انقاذهُ، كأنَّ زِلزالاً هائِلاً ضربَ الوجودَ، وكأِّني عاملُ انقاذٍ منهكٌ يُلاحِقُ الأخيلةَ والذِّكرياتِ في خطوطٍ مُتداخلةٍ تُشبهُ تداخُلَ أقاصيصِ الحياةِ، خطوطٌ مُتشابكةٌ كأشجارنا وأقدارِنا، فيها وجوهٌ تمرُّ وأزمنةٌ غابرةٌ، فيها قسوةُ الفولاذِ ولينُهُ حين يصفعُهُ اللَّهبُ، فيها برودَتُهُ ودِفؤُهُ حينَ يلفَحَهُ الصَّدَأُ، فيها كلُّ الوجوهِ الآتيةِ من البعيدِ، فيها الأمسُ القريبُ والغدُ البعيدُ، فيها عودةُ الروحِ بعدَ سفرِها من ترابٍ لترابٍ ومن ترابٍ لزهرةٍ ومن زهرةٍ لسماءٍ..."

وستكون لكم الفرصة لرؤية أجمل لوحات بو جبرايل في معرضه المقبل الذي سيمتدّ من الثّاني حتّى الثّالث والعشرين من نوفمبر الجاري في معرض عائدة شرفان للفنون الجميلة في بيروت.

للمزيد من المعلومات، الرّجاء زيارة الموقع التّالي:

www.karimbougebrael.com.