رأي السبّاق: هل لازالت العملة الخليجية الموحدّة ممكنة؟

الأحد 29 تشرين أول 2017

رأي السبّاق: هل لازالت العملة الخليجية الموحدّة ممكنة؟

كانت كل الدلائل تشير الى أنّ العملة الخليجية الموحدة اقترب موعدها الا أنّ الحسابات تبدلت بعد أزمة قطر.

ويمكن القول إنّ هذه الازمة بمفاعيلها السياسية والاقتصادية جمدت مشروع الوحدة النقدية في دول مجلس التعاون الخليجي برغم أنّ هذه الوحدة حتمية تيمنا بما هو جار في الاتحاد الاوروبي الذي بدوره يمرّ باهتزاز نتيجة الخروج البريطاني من تحت مظلته.

وما يؤكد التوجه الى ابتعاد الاتحاد الخليجي عن توحيد عملته ما أعلنه مؤخرا ، وبصراحة ، محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد محمد المعراج من أنّ الأمة القطرية أوقفت التقدم باتجاه عملة موحدة في دول مجلس التعاون الخليجي ولكنه أردف متمنيا استئناف هذا المشروع المرتجى قريبا.

وفي هذا الاطار ، ومن باب الاحتياط أبقت دول خليجية عدة، ومن بينها البحرين، ارتباط عملتها الوطنية بالدولار الاميركي أسوة بعدد كبير من دول العالم التي تعتبر أنّ هذا الربط يزيل المخاطر .

ويرى مراقبون اقتصاديون، أنّ دول الخليج التي تبحث عن إنشاء عملة موحدة منذ سنوات، تلقى اهتزازات متعددة منها منها انسحاب دولة الامارات العربية من هذا المشروع ، لذلك وانطلاقا من فرضيات متعددة ، يرى اقتصاديون أنّ تحقيق العملة الخليجية بعيد المنال ، وما يزيد بعده الازمة القطرية.

والسؤال الذي يبقى مطروحا بعد تجربة الانفصال البريطاني عن الاتحاد الاوروبي، وما تواجهه اسبانيا وإيطاليا من دعوات محلية للانفصال، هل الاتحادات الدولية نعمة أم نقمة؟

على كل، فإنّ دول مجلس التعاون الخليجي ترتبط بعضها ببعض بأواصر أبعد من المصالح المشترك، لتتقاطع في اتحادها أواصر الدم والتاريخ المشترك .،برغم هذه الاواصر العميقة بين الدول وشعوبها، فإنّ دول مجلس التعاون الخليجي كما الاتحاد الاوروبي عند مفترقات صعبة برغم الادراك العام أنّه في الاتحاد قوة.