أطلبوا الإعلانات ولو في الصين

الاثنين 11 أيلول 2017

أطلبوا الإعلانات ولو في الصين

 

يتطلّع عدد كبير من شركات التّكنولوجيا الإعلانيّة الأميركيّة إلى الاستفادة من فرص النّموّ في آسيا بشكل عامّ، وفي الصّين بشكل خاصّ.

 

في هذا الإطار، نجد مكاتب لشركات مثل "غروب ام"، "أو ام دي" و"هافاس ميديا" افتتحت منذ شهرين تقريباً.

وقال الرّئيس التّنفيذيّ للعمليّات في مكتب التّجارة، روب بيردو، إنّ بناء مكتب في شنغهاي يعدّ خطوة طبيعيّة لمكتب التّجارة، إذ وجدت بحوث الشّركة أنّ ثلثي سوق الإعلانات الّذي يبلغ 650 مليار دولار أميركيّ يأتي من خارج الولايات المتّحدة الأميركيّة، بين شهرَي مارس ويونيو هذا العام، كما أنّ مكتب التّجارة شهد زيادات ثابتة في الإيرادات من مكاتبه الآسيوية، بقيادة سول (372 في المئة على أساس سنويّ) وطوكيو (279 في المئة على أساس سنويّ) وسنغافورة (220 في المئة على أساس سنويّ)، وفقًا لتقرير الشّركة الماليّ ربع السّنويّ.

ثمّ أضاف: "إذا كان لديك وجهة نظر طويلة الأجل في عالم الأعمال، فأنت تحتاج إلى أن تكون موجودًا في آسيا الآن. نحن قرّرنا التّوسّع في الصّين لأنّها ثاني أكبر سوق إعلاميّ في العالم.  كما أنّ الكثير من الوكالات الصّينيّة والعلامات التّجاريّة تتوق للوصول إلى السّوق العالميّة، فيما تجد علامات كبيرة داخل الصّين ضغط نموّ كبير".

في سياق متّصل، يميل النّاشرون الصّينيّون إلى بناء مبادلاتهم الإعلانيّة الخاصّة الّتي تعمل كمنصّات قائمة على العرض بحكم الأمر الواقع، لذلك فإنّ إحدى الأولويّات الكبرى لمكتب التّجارة في الصّين هي إقامة علاقات مع النّاشرين الصّينيّين الكبار، مثل "بايدو"، "أليبابا" و"تانسانت".

 

وعادة ما تتمتّع المكاتب الإقليميّة لعلامة تجارية عالميّة بالمرونة في اختيار بائعي التّكنولوجيا الإعلانيّة. على سبيل المثال، في حين أنّ شركة "بروكتر أند غامبل" أعطت "نيوستر" و"مكتب التّجارة" شراءها البرمجيّ في أميركا الشّماليّة، فإنّ العلامة التّجاريّة هذه تعمل مع معالج إشارات رقميّ محليّ لتشغيل حملاتها البرمجيّة في الصّين.

لذلك، فإنّ مساعدة العلامات التّجاريّة الّتي ليس لها وجود في الصّين على استهداف الاستهلاك الصّينيّ على وسائل الإعلام الصّينيّة، هو ما سيجعل مكتب التّجارة فريدًا من نوعه.

غير أنّ تحدّيات كثيرة تنتظر هذا المكتب، بما فيها أنّ معظم المسوّقين الصّينيّين يفضّلون الخدمة المدارة، بينما بات من المعروف أنّ شركات التّكنولوجيا الإعلانيّة الغربيّة مثل مكتب التّجارة تميل إلى تقديم الخدمة الذّاتيّة.

 

من أجل الفوز بالماركات والوكالات الصّينيّة المحلّيّة، يتعيّن على مكتب التّجارة إقناع النّاشرين الصّينيّين أوّلًا، ومن ثمّ جمع المال.

ويعترف بيردو أنّ مكتب التّجارة صغير جدًّا فى الصّين ليتنافس مع المعالجين المحلّيّين، ولكنّه يشير إلى أنّ الهدف الحاليّ لا يكمن في التّنافس، لأنّه انتهى للتّوّ من التّكامل الأوّليّ مع شركاء البيانات وهو يتطلّع إلى توظيف أشخاص كفوئين.غير أنّ هذا الأمر لا يمنع بيردو من التّفكير بالمنافسة في وقت لاحق.

حتّى الآن، يكون مكتب التّجارة قد توسّع ليشمل 11 سوقًا دوليًّا، منها 7 في آسيا. قبل الصّين، أنشأ المكتب أولى عمليّاته الآسيويّة في سنغافورة عام 2013، وفتح كذلك مكتبًا في طوكيو وسول على التّوالي عام 2014.

هذا العام، قامت الشّركة أيضًا ببناء وجود لها في جاكرتا بالإضافة إلى شنغهاي. وأعلن مكتب التّجارة عن إيرادات بلغت 72.8 مليون دولار في نتائجه الماليّة الفصليّة في أغسطس.